هذه بعض أقوال العلماء والعظماء حول شخصية السيد النبهان قدس سره وكل منهم عبر عما رأى هو :
1 :
كتب الشيخ سعيد الكردي الأردني رحمه الله في كتابه ( الدر الفريد في ترجمة الجنيد ) _ والشيخ سعيد هو أحد الذين أذن لهم الشيخ الهاشمي رحمه الله بنشر الطريقة الشاذلية وتربية السالكين فيها حيث ذكر الشيخ سعيد الكردي في كتابه هذا ص /130/ جماعة من العلماء القائمين بالإرشاد ، فقال فيهم :( صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلاً قاموا بواجب الطريق حق القيام كسيدي العارف بالله أبي كمال الشميساني وسيدي العارف بالله الشيخ جودت العمري وسيدي العارف بالله الشيخ محمد النبهان الحلبي . . . ) .
وكذلك جاءت شهادة أخرى مؤكدة لهذه كتبها الشيخ عبد الباسط بن الشيخ محمد أبي النصر خلف رضي الله عنه في نص إجازته في الطريقة النقشبندية للشيخ أديب حسون رحمه الله كما سجله أستاذنا في كتابه ( آلاء الرحمن على العارف النبهان ص 109 - 110 ) حيث ذكر الشيخ عبد الباسط رحمه الله أنه كتب الإجازة بإشارة (الأخ الكبير العارف بالله الشيخ محمد النبهان )
2 :
نقل أحد أتباع السيد النبهان قدس الله سره وهو الحاج محمود مهاوش رحمه الله وهو من علماء العراق وأهل الطريق كلمة السيد العارف بالله الشيخ محمد الهاشمي رضي الله عنه حين أخذ عنه السيد النبهان قدس الله سره الطريقة الشاذلية ، فقال للشيخ محمود مهاوش : ( الشيخ محمد النبهان أمره عجيب ، ما رأينا مثله ماجمعناه في أريعين سنة أخذه في مجلس واحد .)
وكذلك علق العارف بالله السيد الهاشمي قدس الله سره على رسالة أستاذنا الدكتور محمود فجال التي أرسلها إليه وهو في مطالع شبابه فقد أخبرني أستاذنا حفظه الله أنه كتب إليه يسأله أن يكون من مريديه ، فقال السيد الهاشمي رضي الله عنه : ( صاحب هذه الرسالة يترك البحر ويبحث عن الساقية) ، فقال الشيخ عبد اللطيف مشلح رحمه الله وهو من علماء حلب وكان حاضراً : سيدي من البحر ومن الساقية؟ قال : الشيخ محمد النبهان البحر وأنا الساقية .
3 :
ومن قبل الشيخ الهاشمي رضي الله عنه قال الولي الشهير الشيخ أبو النصر خلف رضي الله عنه لسيدنا النبهان قدس الله سره وهو شيخه الأول في الطريق إلى الله تعالى قال للسيد النبهان وهو في شبابه سالك عنده : ( أنت أخذت قلبي ) وقال له في مرة أخرى : ( أنت ابن العناية الإلهية ) بل قال له : ( إني أعلم أنك سبقتني ولكني أحب أن تأتي لعندي لأجلي لا لأجلك ) وما ذلك إلا لما وجد فيه من النجابة في التوجه إلى الله تعالى فقد كان عنده في مجلس الذكر مأخوذاً دائماً بالله لا يشعر بانتهاء مجلس الذكر حتى ينبهوه كما أخبرنا أستاذنا الشيخ أديب حسون وقد كان من مريدي الشيخ أبي النصر مما دعاه إلى أن يتتلمذ على سيدي النبهان بعد ذلك . ولم يكن أستاذنا من بين تلاميذ الشيخ أبي النصر رضي الله عنه وحيدا في اتباعه لسيدنا قدس الله سره بل كان جماعة من زملائه معه كما سمعت ذلك من أستاذنا أيام الدراسة في الكلتاوية وآخرون كانوا كثيري الحضور عنده في مجلس الذكر كالشيخ ناجي أبو صالح أو مجلس المذاكرة كالشيخ كامل السرميني أو مجالسه الخاصة كالشيخ أحمد المصري رحم الله الجميع .
4 :
ومن عجائب تأثير سيدنا قدس الله سره في قلوب الصالحين ما سمعه الشيخ الدكتور محمود الزين من أستاذنا الدكتور محمود فجال حفظه الله أن شيخ الطريقة الرشيدية في حلب الحاج عبد الحميد المهندس رحمه الله أتى بمريديه إلى حضرة سيدنا قدس الله سره وقال لهم : يا أبنائي أريد أن أبرئ ذمتي أمام الله تعالى من أراد السير إلى الله فهذا هو المرشد الكامل فاتبعوه .
5:
وكان السيد النبهان قدس الله سره يقف المواقف الدالة على سمو مقامه يقول كلمة الحق في أهم الأحوال وأخطرها أمام كل ذي سلطان ولا يخشى في الله سلطة بشر وهذا ما سجله الأستاذ سعيد حوى وهو ليس من أتباع السيد النبهان قدس الله سره سجله في كتابه ( هذه شهادتي وهذه تجربتي ) ص 17 ( حين كتب نقداً للدستور الذي كان مطروحاً للاستفتاء في سورية وطلب من العلماء أن يوقعوا عليه ليقدم إلى رئيس الدولة فلم يجرؤوا على التوقيع حتى رأوا توقيع السيد النبهان قدس الله سره في رأس القائمة ) .
علق الشيخ سعيد حوّى على ذلك بقوله : ( لم يكن عندنا في سورية أجرأ من الشيخ محمد النبهان في حلب ... وقد تأخر جواب شيوخ حلب عدة أيام ثم جاء أحدهم ومعه الفتوى والبيان موقعين من ثلاثة عشر شيخاً هم أكابر الشيوخ في حلب وكان الذي جرأهم على التوقيع هو اسم الشيخ محمد النبهان حينما رأوه على البيان والفتوى ) .
6 :
قال مفتي السادة الشافعية الشيخ محمّد أسعد العبجي/ حلب حينما أجاب على سؤال من شخص: لماذا تصعد إلى الكلتاوية والشيخ النّبهاني أحد تلاميذك؟
(وكان الشيخ أسعد لا يغيب عن حلقة الذكر في الكلتاوية إلا نادرا حتى سنواته الأخيرة ) فقال:
إنّني أتشفّع إلى الله عزّ وجلّ في صلاة القيام بالشيخ محمّد النّبهان أنا أصعد إلى الكلتاوية وأستفيد.
7:
حدث الشيخ المجاهد حسن حبنّكة / دمشق فيما رواه الشيخ الدكتور محمود أحمد الزين فقال: سمعت من الشيخ حسن حبنكة أثناء زيارتي له في بيته بدمشق فقال:
نحن علماء ورق، والشيخ النّبهاني عالم رباني
قلـت للشيـخ محمّد النّبهان: إن الله وضع لك القبول في القلوب.
8:
حدث الأديب الشيخ علي الطنطاوي/ نـزيل مكة المكرمة لما زار سيّدنا النبهان رضي الله عنه في الكلتاوية،فبادره رضي الله عنه بسؤال على غير عادته: كيف قلبك مع الله؟! فأخذت العبارة مأخذها منه، وطار بها إلى إذاعة دمشق، وألقى بها موعظة ذكر فيها:
لم تعجبني كلمة من أحد، مثل كلمة الشيـخ محمّد النّبهان، بعد أن رمى علي السلام سألني: كيف قلبك مع الله؟
الشيخ محمّد النّبهان إحسان يمشي على الأرض.
9 :
قال الشيخ كامل السرّميني/ حلب فيما حدث به الشيخ عثمان عمر الويسي عن الشيخ أحمد معوّد رحمه الله إمام جامع العثمانية بحلب قال:سألته عن سيّدنا النّبهان رضي الله عنه فأجابني:
هو أكبر مني وأنا ولدت قبله، وكنت إذا أردت زيارة سيّدنا فالمسافة التي بيني وبينه لا تقطع عادة إلا بثلاثة أرباع الساعة، لكنها تقطع معي بعشرة دقائق، كيف؟ لا أدري!
10 :
قال الشيخ الصالح العالم محمّد الجبريني/ حلب فيما حدث به الشيخ خليل محمّد الفياض عن والده:
ظهر الآن رجل كراماته ظاهرة وباطنة، لم يقف على قراره أحد حتى الآن، هو الشيخ محمّد النّبهان.
11 :
يقول الفقيه الحجة في الفقه الإسلامي والموسوعة العلمية الشيخ الدكتور مصطفى أحمد الزرقا وزير العدل السوري السابق فيما حدث به الحاج احمد الأفندي الحلبي فقال:
إن الفقيه ابن الفقيه كما يسميه سيّدنا رضي الله عنه في إحدى زياراته لسيّدنا في الكلتاوية فنهض رضي الله عنه واستقبله قائلا:
أهلا بالشيخ مصطفى أفندي وبعد جلوسه كرر عليه الطلب ثلاثاً لأن يتحدث للحضور لكنه بقي صامتا ثم قال:
يا سيّدي أنا مصطفى أفندي (برّه) اما هنا بين يديك فلا وجود لي.
ومعنى (برّة) أي لا وجود له في الكلتاوية بين يدي سيّدنا رضي الله عنه.
12 :
قال الولي الكبير الشيخ أحمد الحارون/ دمشق فيما حدث به الحاج عبد العزيز عبد الرزاق الغرس الكبيسي قال:
صحبت سيّدنا النّبهان رضي الله عنه في زيارة للشيخ أحمد الحارون بدمشق فقال:
أنتم لا تفهمون هذا الرجل، أنتم تقبّلون يده، وأنا أقبّل يده ورجله.
13 :
أما الشيخ عبد الوهاب دبس وزيت المكنى بأبي حنيفة الصغير فلقد نقل الشيخ محمود الزين عن الشيخ مطيع الحافظ عن الحاج ابراهيم شقير ( الذي كان رفيق الشيخ في زيارته لحلب): أن الشيخين الفاضلين ملا رمضان البوطي وعبد الوهاب الحافظ ( دبس وزيت) لما زارا السيد النبهان قدس الله سره قام بنفسه على ضيافتهما ولم يرض أن يقوم بذلك تلاميذه وأن الشيخ عبد الوهاب توضأ فلما أراد أن يلبس جوربه أبى السيد النبهان قدس الله سره إلا أن يلبسه إياه بيده ومع ذلك كان لا ينسب إلى نفسه الفضل في ذلك بل كان يقول دائماً : ( من أنا حتى يجعلني الله خادماً لعبيده ) .
يقول الشيخ الدكتورمحمود الزين :وقد رأيت صورة رسالة كان الشيخ عبد الوهاب رحمه الله أرسلها إلى سيدنا قدس الله سره وهي عند أستاذنا الدكتور محمود فجال حفظه الله وفيها يخاطب سيدنا قدس الله سره بقوله : ( سيدي مربي السالكين ومرشد الكاملين المستمد من بحر سيد المرسلين المربي الكبير العلامة الأستاذ الشيخ محمد أفندي حفظه الله المعيد المبدي آمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد تشرفنا بزيارتكم في محلكم المبارك لا زال ولا يزال إن شاء الله عامراً بالإرشاد والمواعظ ونشر العلم والفضيلة بوجودكم ونسأله تعالى أن يديم نفعكم وأن يمدنا من أنواركم وبركاتكم ويحشرنا جميعاً تحت لواء سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ) .
وقد قال عنه سيدنا رضي الله عنه:الشيخ عبد الوهاب نادرة في العلماء
14 :
قال الشيخ قاسم القيسي/ مفتي العراق فيما حدث بها الشيخ محمود مهاوش الكبيسي قال:قال لي الشيخ قاسم:
المجموعة العلمية التي في صدري ما عاصرني فيها أحد لا في الشاميين ولا في العراقيين ولا في المصريين، وجدت من يفوقني في فن من الفنون، إلا أنني مثل الشيخ محمّد النّبهان ما رأيت.
15:
قال الشيخ أمجد محمّد سعيد الزهاوي، أول رئيس لرابطة علماء العراق فيما كتبه رسالة من الشيخ أمجد الزهاوي رحمه الله تعالى بخط يده إلى الشيخ محمّد محمود الصواف رحمه الله تعالى حيث قال:
المرشد الكبير العارف بالله الشيخ النّبهاني هو نور تلك البلاد.
16 :
قال الشيخ عبد الكريم محمّد الملقب عبد الكريم بيارة المدرّس في الحضرة القادرية رئيس رابطة علماء العراق فيما سمعه منه الشيخ هشام الألوسي: والله لا شكّ أن الشيخ محمّد النّبهان من أكابر الأولياء، وكلّ من صحبه نال به منـزلة عظيمة.
أنا أعتقد والله علاّم الغيوب أن الشيخ محمّداً النبهان خاتم الأكابر من الأولياء.
وسمع منه الشيخ جمال شاكر محمود النـزال إمام وخطيب وشيخ الجامع الكبير في الفلوجة يقول:
الشيخ السيّد محمّد النبهان نوّر الله روحه فرد من أفراد وأقطاب آخر الزمان.
17 :
قال علاّمة العراق الشيخ فؤاد أحمد شاكر آل أبي الثناء الآلوسي العراقي / بغداد فيما حدثنا به الشيخ خليل محمّد الفياض الكبيسي من الفلوجة لما قدم سيّدنا رضي الله عنه إلى العراق أول مرة قال الشيخ الآلوسي:
يا حضرة الشيخ، مجيئك هذا إلى العراق سَيُسَجَّلُ في التأريخ.
18 :
يقول الولي الشيخ محمّد عبد الله الفياض الكبيسي/ الفلوجة وهي مكتوبةً عنه وصية بخط ولده الشيخ خليل:
أنا دلاّل ناصح، الشيخ النّبهاني وارث الرسول صلى الله عليه وسلم،
أوصيكم يا أولادي كما أوصي نفسي بصحبة الشيخ النّبهاني رضي الله عنه في حياتي وبعد مماتي.
19 :
قال الشيخ العلامة نجم الدين الواعظ/ مفتي بغداد فيما رواه الحاج عثمان بن عبد الله الفياض الكبيسي بالفلوجة وسمعها مشافهة ًمن الشيخ الواعظ:
هذا الرجل نحن نتبارك به.
20 :
قال العلامة الشيخ سليمان بن ظاهر المحمود الضاري أمير قبائل زوبع في العراق فيما حدث به الشيخ خليل بن محمّد الفياض الكبيسي من الفلوجة بالعراق:
قابلت الملك فيصل الأول ملك العراق وزرت الملك فيصـل بن عبد العزيز آل سعود في الحجاز، والتقيت بملوك آخرين ووزراء، فاكتفيت بمصافحتهم ولم أقبّل يد أحد منهم، ولكنني حين رأيت الشيخ محمّداً النّبهان قبّلت يده.
21:
قال الشيخ الشهيد البطل المجاهد عبد العزيز عبد اللطيف البدري/ بغداد فيما هو مسجل بصوته في مذاكرة مع سيّدنا النبهان رضي الله عنه:
أليس من فضل الله علينا يا سيّدي أن نأتي من العراق ونجلس عند قدميك.
22 :
قال الشيخ عبد العزيز السالم السامرائي العراقي من الفلوجة فيما نقله الشيخ هشام الألوسي من ( كشكول رقم 3 ) للشيخ عبد العزيز مكتوب بخط يده:
العارف بالله تعالى الشيخ محمّد بن أحمد بن نبهان الحلبي جذب قلوب الخلائق صالحهم وطالحهم نفع الله به العباد بجاه سيّد المرسلين.
23 :
قال الفيلسوف الإسلامي مالك بن نبي المفكر الجزائري فيما حدثنا به السيد النبهان:
يا أستاذ، أرجعتني لحقيقتي! يا أستاذ، أرجعتني لنفسي.
وكان قد قام بجولة في بلاد الشام يتفقد فيها أحوال المسلمين وعلماءهم، ووصل الكلتاوية واجتمع بسيّدنا النّبهان رضي الله عنه، قال رضي الله عنه : جاءني مالك بن نبي الجزائري الفيلسوف المشهور : وأنا أبين صفات الرسول صلى الله عليه وسلم وهيمنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لا يحب قتل الكافر وإنما يحب قتل كفر الكافر، وإذا به يقول: يا أستاذ : أرجعتني لحقيقتي يا أستاذ أرجعتني لنفسي! وصار يبكي!
ولدى مغادرته حلب إلى دمشق : سأله بعض تلاميذ سيّدنا رضي الله عنه : ماذا حصلتَ من جولتك في بلاد الشام ؟ فأجاب: لو لم أستفد الا كلمات سمعتها من فم السيّد النّبهان لاكتفيت.
24 :
يروي الشيخ هشام الألوسي فيقول التقيت بالشيخ الحسني الحضرمي، الحبيب السيّد عبد القادر السقاف في المدينة المنورة عدة مرات سنة 1400هـ 1980م وهو في الثمانين من عمره وكان أحد اللقاءات في بيت الشيخ عثمان عمر محمّد الويسي بجامع الخيرفحدثني قائلا:
زرت الشيخ محمّد النّبهان بحلب قبل وفاته بشهر ونصف تقريبا فرأيته شعلة نور وآية من الآيات لا تدرك، بلغ مرتبة من الكمال لا يدانيه فيها شيء، سألني رضي الله عنه فقال: يا سيد عبد القادر، ماذا قال عنا الشيخ عمر بامخرمة ؟ قلت سيّدي، نعم موجود عندنا في حضرموت ديوانه لا يزال مخطوطا بثلاث مجلدات وفيه ثلاث أو أربع قصائد في فضيلتكم وكان يتوجه إلى بلاد الشام وينادي: يا ابن نبهان يا ابن نبهان.
والشيخ عمر بامخرمة: من أولياء القرن العاشر الهجري بينه وبين سيّدنا رضي الله عنه أربعمائة سنة.
وكذلك يحدث الشيخ الدكتور محمود الزين فيقول: قال فضيلة الشيخ عمر بن حفيظ الحضرمي بارك الله فيه حين سألته: ماذا سمعت من الحبيب الشيخ عبد القادر السقاف عن زيارته لسيدنا محمد النبهان قدس الله سره فقال : لا أتذكر عبارة معينة بعد هذا الزمن الطويل ( يعني بين عام الزيارة /1973/ م ويوم سؤالي /2007/ م ) ولكني أتذكر أن الحبيب عبد القادر السقاف كـان [ متملي به ] فســألت الحبيب علياً الجـفـري ما مـعـنى هذه العبارة فقال : يعني ( كان ممتلئاً بالإعجاب به ) وكذلك ذكرت كلام الشيخ عمر لأنه من العلماء الأفاضل الموثوقين وما يزال حياً والحبيب عبد القادر السقاف بارك الله في عمره وأنواره من أكبر و أشهر رجال التصوف المشهود لهم بعلو المكانة في الحجاز وحضرموت وغيرهما وهو لا يزال حياً عند كتابة هذه الكلمات وقلت للحبيب علي الجفري بارك الله فيه : هل سمعتم من الحبيب عبد القادر السقاف شيئاً عن زيارته لسيدنا محمد النبهان قدس الله سره في حلب فكتب إلي في ورقة هي عندي بتوقيعه أنه سمعه يقول : ( دخلنا على الشيخ محمد النبهان رحمه الله في حلب فوجدناه من الأكابر واستشهدنا له بأبيات ( الشيخ عمر بامخرمة ) التي لوح فيها بذكره وحصلت لنا به أنسة ، وجئنا في المرة الثانية إلى حلب وقد توفاه الله فزنا قبره فوجدناه قبراً عليه نور ) .
25 :
يقول العالم الرباني الشيخ محمّد زكريا البخاري/ المدينة المنورة:
أطعمت الشيخ محمّداً النّبهان (حبحب) ثمّ صببت على يديه، ومن غير شعور منّي أخذت غسول يديه وشربته، الشيخ من الواصلين، الشيخ من الواصلين
حدث بهذا الشيخ عثمان عمر محمّد الويسي قائلاً:
أكرمني الله تعالى فترة إقامتي في المدينة المنورة بزيارة الشيخ محمّد زكريا البخاري مرات عديدة، وكلما ذكرت لفضيلة الشيخ أنني من أتباع العارف بالله السيّد النّبهان رضي الله عنه، يذكر لي زيارة سيّدنا له مع الشيخ عمر الملا حفجي ويقول: أطعمت الشيخ محمّداً النّبهان (حبحب).. يقولها بغبطة وسرور كلما زاره واحد من تلاميذ السيّد النّبهان رضي الله عنه.
والحبحب : هو البطيخ الأحمر.
26 :
حدث الدكتور نوفل ناصر عبد الحميد الناصر من حلب قائلاً : حج والدي بيت الله الحرام في عام 1969م، والتقى هناك بالشيخ محمّد عبد العزيز الشنقيطي وهو عالمِ كبير يحفظ القرآن الكريم وموطّأ الإمام مالك
وكان يتحدث في تفسير آيات من سورة يوسف، حتى وصل قوله تعالى: ولقد همت به وهم بها، لولا أن رأى برهان ربه [يوسف: 24] فبرّأ سيّدنا يوسف على أنه نبي معصوم، واتّهم السيّدة زليخة!
وهنا استوقفه والدي قائلاً: سمعنا من شيخنا غير هذا، فهو يُبرّئ سيّدنا يوسف كما تفضّلتَ على أنه نبي معصوم ولا تخطر له الفاحشة، ويبرئ السيّدة زليخة أيضاً، ودليله في ذلك: أنه تزوجها فيما بعد،فردّ عليه الشيخ بقوله: إن الأنبياء يتزوجون كافرات، كما هو في امرأتي نوح ولوط، فقال والدي: صحيح أن النبيّ يتزوج كافرة، ولكن لا يتزوج امرأة مطعونةً في شرفها وعفتها، والمعروف في العقائد أن النبيّ لا يتزوج إلا عفيفة، لكي لا ينفر الناس منه، كما أن النبيّ يمرض لكن لا يصاب بمرض منفّر،فاندهش الشيخ من الجواب ! وقال له : من شيخك؟ فقال: شيخي سيّدي محمّد النّبهان،فرفع الشيخ الشنقيطي يديه وقال: أنا لا أردّ على ولي من أولياء الله تعالى! قال الوالد مندهشاً: وكيف عرفت أنه ولي وهل اجتمعت به؟ أجاب: لم أجتمع به جسماً، ولكن ما انفصلت عنه روحاً.
27
قال المدرس بالمسجد الحرام الشيخ علوي بن عباس المالكي فيما حدث به الشيخ عبد الله حديد جل الفرضي في جامع الفلوجة الكبير في العراق، الذي حج مع سيّدنا رضي الله عنه حجته الثانية حيث قال:
طلع البدر عليـنا من ثنيات الوداع
وجب الشكر عـلينا ما دعا لله داع
يا شيخ، أرسلت لك سلاماً مع الريح!
قال رضي الله عنه: وصلني! ثمّ قال لأصحاب سيّدنا رضي الله عنه: هنيئاً لكم بصحبة هذا الشيخ.
28
كتب الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي/ رئيس ندوة علماء الهند الذي له سبعمائة مؤلف في كتابه: مذكّرات سائح في الشرق الأوسط الطبعة الثالثة فقط: ص/337:
غرة ذي القعدة 1370 هــ 4/8/1951م يوم السبت ، كان مما يستحق التسجيل هذا اليوم زيارة الشيخ محمّد النّبهان في بيته، وهو رجل يمتاز بقوّة إيمانه، وتأمله في القرآن، ويظهر أنّه من طراز خاص، يفتح عليه في الدين ويتكلّم فيه عن يقين.
وقال مخاطباً سيدنا النبهان رضي الله عنه فيما حدث الشيخ الدكتور محمود أحمد الزين الحلبي قال سألت الشيخ الندوي أنا والشيخ عثمان عمر الويسي عنها فقال (الآن كنت احدث الحاضرين عنها) وكان مع الحاضرين الشيخ محمد عبد الرحمن الويسي حيث قال:
كنت أرى أن الصوفي إنسان خمول، فأفهمتني بحالك أن الصوفي هو ذو الهمّة العالية والنشاط.
29
قال المحدِّث بالحرمين الشريفين العلامة السيّد محمّد المنتصر الكتاني فيما حدث به الشيخ عثمان عمر بن محمّد الويسي المدرس في ثانوية طيبة بالمدينة المنورة قائلاً:
قلت للشيخ الكتاني: أنا من تلاميذ الشيخ النّبهاني،
فقال: هذا كان حبيب قلوبنا.
30
قال الملك فيصل آل سعود/ ملك المملكة العربية السعودية فيما حدث به الشيخ ياسين بن عبد الرحمن ويسي من قرية أبي ظهور في أرياف حلب قال:
رافقت سيدنا رضي الله عنه في حجته الثانية سنة 1358هـ وفي مكة المكرمة وفد عليه أميرها يحمل رسالة من الملك فيصل آل سعود ملك المملكة العربية السعودية مؤلفة من سطرين ونصف وموقع عليها منه يقول له فيها بعد ترحيبه بقدومه:
أنتم ومن معكم في ضيافتنا وأنني بإنتظار الإجابة
فاعتذر رضي الله عنه شاكراً، وقال له أنا ضيف على رب هذا البيت وإنّنا في ضيافة ملك الملوك.
ثم مضت أيام فسمعت سيدنا رضي لله عنه يتحدث بما نقله له الشيخ الدكتور معروف الدواليبي المقرب لدى الملك آنذاك ومستشاره فيما بعد قال لما وصل جواب سيدنا رضي الله عنه إلى الملك قال الملك فيصل رحمه الله للشيخ معروف الدواليبي:
يا بيك والله هؤلاء هم الملوك ما هو نحن الملوك وهؤلاء لا ينازعهم على ملكهم أحد.
وفي رواية أخرى عن أحد شيوخ عشيرة نواف الصالح في قرى حلب كان حاضرا المجلس فسمع الملك يقول:
والله يا وليدي هو الملك ويا ليتني تشرفت بخدمته.
31
قال الملك الحسين بن طلال/ ملك المملكة الأردنية الهاشمية فيما حدث به الأستاذ المرحوم حسان فرفوطي عضو الهيئة الإدارية في جمعية النهضة الإسلامية بحلب وأحد مدرسي الكلتاوية قال:
هذه المسألة جرت بين الملك حسين بن طلال رحمه الله وبين حكومة الأتاسي الذي وقف إلى جانب منظمة التحرير الفلسطينية حين اختلف معها فقال:
أنا أرضى أن يكون الشيخ محمّد النّبهان حكماً فيما بيننا
32
قال الشيخ الدكتور محمّد توفيق السبع مصر فيما حدث به الشيخ فيصل جمعة طه قال كنا في مدينة طنطا بمصر أنا والشيخ علاوي علوش والشيخ عماد سلامة فالتقينا بالعالم الشهير الشيخ الدكتور محمّد توفيق السبع فتعرف علينا ولما علم بأننا من تلاميذ السيّد النّبهان رضي الله عنه قال:
السيّد النّبهان أخذ عقلي ولبي وهذا الرجل أجمل من رأته عيني
وكنت اتمنى أن أقضي مدّة حياتي في سوريا لأجل السيّد النّبهان
مع إحترامي للحرمين الشريفين اللذين بقيت فيهما مدرساً ثلاث سنوات
33
وهذا المستوى جعل الشيخ الخضر حسيناً حين زار سيدنا قدس الله سره يستمع كلامه باستغراق عجيب ويشيد بذكره بعد ذلك بين العلماء كما أخبرني أخي الكبير الشيخ محمد نبيه سالم عن والده الشيخ نجيب سالم رحمه الله أنه حضر عند سيدنا النبهان قدس الله سره حين زاره الشيخ الخضر حسين رحمه الله سنة /1937 م / قبل أن يصير شيخاً للأزهر ، قال الشيخ نجيب رحمه الله : دار الحديث بينهما فتحدث الشيخ الخضر عن العلم فلما أنهى حديثه بدأ سيدنا محمد النبهان قدس الله سره يتحدث في المعرفة الإلهية فلم يمضي إلا خمس دقائق حتى أطرق الشيخ الخضر حسين رحمه الله وعقد يديه كهيئة الصلاة وظل على ذلك من بعد صلاة العشاء قليلاً إلى صلاة الفجر .
هذه المعلومات كلها موثقة المصادر ولم نضع المصدر لكل كلمة خوفاً من الإطالة
ومن أراد التفصيل فإنه يجده في كتاب السيد النبهان ط2 للشيخ هشام الألوسي وكذلك من الشيخ الدكتور محمود الزين في مقاله : العارف بالله الشيخ محمد النبهان نبذة من عبيره)