آخر المواضيع
اخترنا لكم




  الرئيسية    همس القوافـــي   في حب رسول الله
كفُّ الحبيبِ المصطفى صلى الله عليه وسلّم



مرات القراءة:3774    
أرسل إلى صديق
أبلغ عن مشكلة في هذه المادة

 بسم الله الرحمن الرحيم


قرأتُ في صفحات السيرة النبوية العطرة، وتوقفتُ عند فضل كفّ الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلّم التي كانت ألين من الحرير وأبرد من الثلج ورائحتها أطيب من المسك، وهي الكف الشريفة التي غمرت الصحابة الكرام فضلاً ونعمةً وعطاءً..
فنظمت بعضاً من تلك المشاهد شعراً سائلاً الله تعالى أن يكرمني وإياكم ببركات حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلّم 
وأعيد نشرها في يوم ذكرى مولده المباركة العظيمة
 
 
كفُّ الحبيبِ المصطفى صلى الله عليه وسلّم


1-ياقمَّةَ المجدِ أنتَ الذخرُ للبشَرِ*ومنكمُ شعَّ نورُ الشمسِ والقمرِ

2-ياأكملَ الناسِ في خلْقٍ وفي خلُقٍ*يامنبعَ الفضلِ والأمجادِ والفكَرِ

3-محاسنُ الرسْلِ عنكمْ سيدي ظهرت*يافوزَ مَن أمَّكمْ ياطيبَ معتَمرِ

4-جُدْ لي بقربٍ لوصفِ الكفِّ تكرمةً*تكونُ حصني وفي الدارين مفتَخَري

5-فهي الملاذُ لنا من كلّ نائبةٍ*بها النجاةُ من الأهوالِ والسُّعُرِ

6-فلا الحريرُ ولاالديباجُ يشبهُها*كما روى أنسٌ في صادقِ الخبَرِ

7-ياكفَّ أحمدَ كم كُفَّتْ بها محَنٌ*عن البرايا وكم أنجَتْ من الخطَرِ

8-يُسارعُ الصحْبُ في سبقٍ للثمِ يدٍ*مسكاً تفوحُ وعطراً دائمَ الأثرِ

9-نالوا رضى اللهِ عنهم في مبايعةٍ*والكفُّ شاهدةٌ في أروعِ الصوَرِ

10-ياخيرَ كفٍّ براها اللهُ في بشَرٍ*فدتْكِ نفسي وأولادي ومدّخري

11-بايعتِ عن كفِّ ذي النورين مُكرِمَةً*فنالَ سبقاً على أصحابِه الغُرَرِ

12-وكنتِ هدياً إلى العباس أعلنهُ*إذ كان يرنو لوجهِ المصطفى النَضِرِ

13-أنّى أشرتِ إلى البدرِ المنيرِ دنا*ياروعةَ الكفِّ إذ تسمو على القمَـرِ

14-ينشقُّ نصفين تأييداً وتكرمةً*في يومِ عزٍّ لدينِ الله مشتَهرِ

15-إذا مسحتِ على رأسِ اليتيم غدا*من أسعدِ الناسِ من بدوٍ ومن حَضَرِ

16-ويخرجُ الجنُّ من صدرٍ مررتِ بهِ*وقد شُفي ونجا من حالِهِ العَسِرِ

17-تُعطينَ لاتختشينَ الفقرَ مغنيةً*أنفق بلالٌ دواماً غيرَ معتَذِرِ

18-وكنتِ أمناً لجذعِ النخلِ حين بكى*شوقاً لطلعةِ طه منبعِ الدُرَرِ

19-وحين يشكو بعيرٌ ظلمَ صاحبِهِ*إلى الحبيبِ بقلبٍ منه منفَطرِ

20-كنتِ الملاذَ له من جورِ مالِكِه*فكم أجرتِ وغيرُ الحِبِّ لم يُجِرِ

21-من راحةِ الحِبِّ يُسقَى الجيشُ من ظمأٍ*ماءً زلالاً غدا أنقى من المطرِ

22-ويسمعُ الصّحْبُ تسبيحَ الحصاةِ بها*نوراً يشعُّ على الأحجارِ والشجَرِ

23-ورَدَّ عيناً بها من بعد ماقُلِعتْ*فسَلْ قتادةَ عن حسْنٍ وعن نظَرِ

24-في ظلمةِ الليلِ يعطيهِ الحبيبُ عصاً*فيستضيءُ بها والنورُ لم يَغُرِ

25-كم مرةٍ قد حثَتْ ترباً بلا وجَلٍ*على رؤوسٍ غدتْ أقسى من الحجرِ

26-فسلْ شباباً قياماً يومَ هجرتِهِ*يراقبون رسولَ اللهِ في حذَرِ

27-فمَرَّ يتلو فأغشى الله جمعَهُمُ*لايُبصرونَ؛ كأنَّ القومَ في سَكَرِ

28-تنتابُهم ذلّةٌ تعلو رؤوسَهمُ*إذ مُرِّغَتْ كلّها بالتُربِ والعَفَرِ

29-وتَمسحُ اليدُ ضرعَ الشاةِ داعيةً*تَدُرُّ ألبانُها يافوزَ معتَبرِ

30-ياأمَّ معبدَ طابَ اليوم عيشُكُمُ*فقد خُصِصتُمْ بفضلٍ غيرِ منحَسِرِ

31-وتحملُ اللَّبِنَ الكفُّ التي طَهُرَتْ*تُعَمّرُ المسجدَ الوضاءَ فانتشري

32-يادعوةَ الله في الأكوانِ مشرقةً*ولْتُسمِعي مُحكَمَ الآياتِ والسُّوَرِ

33-يدٌ إذا رُفِعَتْ تدعو استُجيبَ لها*في يوم بدرٍ وفي الأحزابِ فاعتبِرِ

34-أشارَ فيها صدوقاً غيرَ مضطربٍ*إلى مصارعِهم والقومُ في ضجَرِ

35-فماتجاوزَ شخصٌ ماأشارَ وقد*بدتْ لهم بيّناتُ الغيبِ والقدَرِ

36-شاهتْ وجوهُ العِدا والذلَّ ألبسَهم*وقد دهاهم عظيمُ الخطْبِ والنُذُرِ

37-إلى عكاشةَ يعطي العودَ من حطبٍ*يصيرُ سيفاً شديدَ المتنِ والأثَرِ

38-وتُرفَعُ اليدُ تستسقي يُجابُ لها*غيثاً مغيثاً بفضلٍ منكِ منهمرِ

39-من شدّةِ الغيثِ يشكو الناسُ من غرقٍ*فيلجؤون لخير الخلقِ من مضرِ

40-يمدُّ كفيهِ يدعو الله في عجَلٍ*مِن حولِنا لاعلينا شدّةُ المطرِ

41-يزولُ ينجابُ كالإكليلِ مبتعداً*عن طيبةٍ بأمانٍ منكِ منتَشِرِ

42-يأتي أُبيٌّ ينادي أين صاحبُكم؟*لئن نجا لانجوتُ اليومَ من خطَرِ

43-لكنّ كفَّ رسولِ الله ترقبُهُ*بضربةٍ عجّلتْ في مقتلِ الأشِرِ

44-كم آيةٍ منكِ يومَ الخندقِ اشتهرت*وكان للكفِّ فيها أبلغُ العِبَرِ

45-في حفرِهِ وقفَ الأصحابُ واصطدمتْ*معاولٌ بعظيمِ الصّخرِ والحجَرِ

46-يدَ الحبيبِ أغيثي ضعفَ قوّتِنا*بنصرةٍ وبعزمٍ منكِ مقتَدرِ

47-راحت تُحطّمُ باسمِ اللهِ معلنةً*فتوحَ خيرٍ ونصرٍ غيرِ مستَترِ

48-مفاتِحُ اليمنِ المعطاءِ في يدِنا*كذا مفاتيحُ أرضِ الشامِ؛ وانتظري

49-ياأمتي فتحَ أرضِ الفرسِ قاطبةً*قد استبانَ لنا بالسمعِ والبصرِ

50-وجابرٌ جاء يدعو المصطفى حذِراً*إلى طعامٍ ويرجو قلّةَ النّفرِ

51-نادى الحبيبُ جميعَ القومِ كي يفِدوا*ويامُضيفُ تمهّل أنت واصطبرِ

52-فإنّها بركاتُ الكفِّ فائضةٌ*وقلبُكَ اليومَ أضحى غيرَ منكَسِرِ

53-ويومَ خيبرَ تبدو منكِ مكرمةٌ*غدا عليٌّ بها ذا الشأنِ والخبَرِ

54-لأعطينَّ لوائي مَن أُحِبُّ ومَن*لأجلِهِ أصبحَ الإسلامُ في ظَفَرِ

55-فرايةُ الحقِّ للكرّارِ سلّمها*من بعدِ ماشُفيَتْ عينٌ من الضّررِ

56-كانت تُحَطّم أصناماً وتُسقطُها*في فتحِ مكةَ إذ لم تُبْقِ أو تذَرِ

57-يتلو "وقل جاء" باسم الله منتصراً*وزال باطلُهم في موقفٍ عسِرِ

58-يدنو فضالةُ يبغي السّوء يضمرُهُ*بغضاً بدينِ الهدى والمصطفى العطِرِ

59-تلامسُ الكفُّ منه الصّدرَ داعيةً*تجلو السّريرةَ من غلٍّ ومن كدَرِ

60-فقال: أنت أحبُّ الخلقِ كلهمِ*إلى فؤادي وأنت السّرُّ في نظري

61-يدٌ تلامسُ شعراً قد بدا لأبي*محذورةٍ لايَرى شَيباً مدى العُمُرِ

62-وذو البجادين لمّا مات نالَ رضاً*من الحبيبِ بفضلٍ منكِ مزدَهرِ

63-براحتيهِ تلقّاهُ وأوسَدهُ*وكنتِ موئلَهُ ياخيرَ مدَّخَرِ

64-يانفحةً لجريرٍ إذ دعوتِ لهُ*وكان يخشى ركوبَ الخيلِ والسّفَرِ

65-فصارَ من أشجعِ الفرسانِ قاطبةً*كذاك أثبتَهم في صهوةِ المُهُرِ

66-وقد بدتْ بركاتٌ منكِ غامرة*لمّا سقيتِ لأهلِ الصّفّةِ الصّبُرِ

67-من شربةِ اللّبنِ الصّحبُ ارتووا وسُقوا*وخصّهم بنعيمٍ غيرِ منحَصِرِ

68-مسحتِ رأسَ ابنِ زيدٍ وهو ذو قصَرٍ*ففاخرَ القومَ في طولٍ وفي كبَرِ

69-وتغرفين بثوبٍ كلهُ درَرٌ*تفيضُ علماً وفهماً يانعَ الثمرِ

70-أبوهريرةَ نالَ الفضلَ مبتهجاً*وقد روى معظمَ الأخبارِ والسِيَرِ

71-دعا الإمامُ الرفاعيْ صادقاً ورجا*فامددْ يمينَك أسعدني مدى عُمُري

72- فقبّل الراحةَ الغرّاءَ مُغتَبِطاً*ونال من فيضِ طه منتهى الوَطَرِ

73-ياسيدي مُنَّ لي بالفضلِ تكرمةً*بلثمِ كفّكَ ياسؤلي ومدّخري

74-ولثمِ كفِّ وريثٍ مدَّني بهدىً*لولاهُ ضلَّ بياني وانمحى أثري

75- فكلُّ ماقلتُ للنبهانِ مرجعُهُ*إذ أنه منبعُ العرفانِ والفكَرِ

76-يارحمةَ اللهِ يانبعَ العطاءِ أغثْ*إنّي لغيرِكَ يامولاي لم أُشِرِ

77- وكن شفيعاً لنا في الحشرِ أنت لها*وأنت منقذُنا ياملجأَ البشرِ

78- لك الصلاةُ مع التسليمِ يتبعُها*والآلِ والصّحبِ نورِ الأنجُمِ الزهرِ

نظم:  
محمد ملحم الحمد. 
حلب الشهباء
8 ربيع الأول 1429 
2008 /3/ 16