آخر المواضيع
اخترنا لكم




  الرئيسية    رجال عبروا فيها   مجموعة من العلماء العاملين في الدار
الشيخ نزار لبنية رحمه الله



مرات القراءة:775    
أرسل إلى صديق
أبلغ عن مشكلة في هذه المادة

الشيخ نزار لبنية

رحمه الله

1346 - 1419هـ/ 1928 1998م

ترجمة الشيخ نزار لبنية -رحمه الله- كما جاءت في كتاب «الدرر الحسان في تراجم أصحاب السيد النبهان» (ج2 صفحة 428).

الشيخ العالم نزار محمد لبنية.

ولد في مدينة حلب عام 1928م.

والده: محمد، ووالدته: عدوية سراج الدين.

يرجع نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان جده -صدر الدين لبنية- نقيبًا لأشراف حلب، ونقابة الأشراف هي المسؤولة عن حصر آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتدوين أسمائهم حفاظًا على النسب الشريف.

دراسته:

درس في مدارس حلب العامة وحصل على الثانوية العامة (القسم العلمي) عام 1948م، وكان والده يتوقع له أن يكون شيخًا لكنه لم ير ذلك لوفاته عام 1940م.

ثم دخل كلية الطب البشري في جامعة دمشق ولكن أوضاعه الاقتصادية حالت دون متابعة دراسة الطب، فانتقل إلى التعليم، وبدأ بذلك مسيرة حياة المعلم وبقي على ذلك حتى آخر حياته.

درَس القرآن الكريم عند الشيخ أحمد مصري، وقرأ الفقه عند الشيخ سعيد الإدلبي، وكان مولعًا بزيارة العلماء ومتابعتهم.

تعرف في دمشق على العديد منهم: كالشيخ أحمد الحارون، والشيخ يحيى الصباغ، وكذلك الشيخ عبد الوهاب الصلاحي الذي زوجه حفيدته ابنة الشيخ إبراهيم الصلاحي.

أما أول شيوخه فهو الشيخ محمد نجيب سراج الدين رحمه الله- وكان ذلك منذ طفولته وهو يفتخر بأنه كان يحمل وينقل كتاب الشيخ نجيب ونعله.

مع العارف بالله سيدنا الشيخ محمد النبهان h:

لكن المفصل الكبير في حياته هو لقاؤه بالعارف بالله الشيخ محمد النبهان h، فقد وقع قلبه عنده وما عاد يقصد بعد ذلك إلا الكلتاوية التي لازمها.

وفي أحد المجالس كان السيد النبهان يتكلم للحضور عن الشيخ الذي عمامته على رأسه والشيخ الذي عمامته في قلبه ثم قال: «ولعل هذا الذي يجلس ورائي ممن عمامته على قلبه». يقصد بذلك الشاب نزار لبنية الذي كان وقتها طالبًا في كلية الطب.

كان -رحمه الله- كثيرًا ما يذكر مجالس الكلتاوية مع السيد النبهان وخاصة في المبنى القديم للمسجد، والتي كانت تستمر حتى منتصف ليالي الشتاء، وكان للشيخ نزار مكان خاص به في المسجد القديم يقضي في هذا المكان أوقات اعتكافه وقيامه، وبدأ السير والسلوك إلى الله تعالى على يدي شيخه السيد النبهان h بشتى أنواع الرياضيات الروحية من صوم فقد صام أربع سنوات ومخالفة للنفس وغير ذلك حتى أنه أوكل لنفسه تهذيبًا لها وخدمة لبيت الله تنظيف حمامات الكلتاوية وجهز لذلك عدة خاصة به ولباسًا خاصًّا بذلك وأوقاتًا محددة لايحيد عنها.

ومن أهم ما يميز الشيخ نزار لبنية هو انضباطه بالنظام وحبه له، وكان دومًا يدعو إلى ذلك ويؤكد أن الإسلام دين النظام.

والأمر الثاني هو النظافة ابتداء بثيابه وعمامته، وكان لا يسجد إلا على منديل أبيض محافظة على نظافة وبياض عمامته.

وعندما قرر السيد النبهان بناء مدرسة الكلتاوية كانت مهمة الشيخ نزار هي متابعة رخصة البناء والتي أخذت من الوقت ما يزيد عن ثلاث سنوات وكانت كثيرًا ما تواجه بعقبات إدارية كثيرة.

والشيخ نزار هو من أوائل المدرسين فيها فقد درّس فيها الرياضيات والسيرة النبوية والعقيدة والفرائض.  

أما في مسجد الكلتاوية فهو تلميذ بين يدي شيخه السيد النبهان ويحضر معه دروس العلماء يوم الثلاثاء باستمرار، وكان كثيرًا مايسأل سيدنا النبهان t عن الفلك أو الطب، أسئلة علمية لاشرعية.

الشيخ نزار -رحمه الله- محب زاهد، أنيق، لطيف، غواص في حقائق الدين، لماّح في حوادث السيرة النبوية، له عبارات وكلمات مأثورة، بهي المنظر، طويل القامة، ممشوق القوام أطول المدرسين هو والشيخ عبد الرحمن حوت رحمهما الله.

من طلابه في الكلتاوية:

السادة الشيوخ: محمد علي قايبال، ومحمود العبيد، وحسين الأحمد، وبلال حمزة، ومحمد الرشواني، وعبد الله الحسن، وعثمان العمر، وإبراهيم منصور، وأمين مشاعل، ومحمود الزين، وعبد المنعم سالم، وعبد الجواد العاشق، ومحمود حوت، وعلي مشاعل، ويوسف زين، وغيرهم كثير؛ فقد درس على يديه ما يقرب من عشرة أفواج في الكلتاوية.

التحق الشيخ نزار لبنية بكلية الشريعة بعد افتتاحها بجامعة دمشق عام 1956م.

من شيوخه في كلية الشريعة بجامعة دمشق:

الدكتور مصطفى السباعي، والأستاذ محمد المبارك، والدكتور محمد معروف الدواليبي، والعلامة الفقيه مصطفى الزرقا، والعلامة الشيخ علي الطنطاوي، والأستاذ عمر الحكيم، وغيرهم. رحمهم الله جميعًا.

ومن زملائه في كلية الشريعة:

الشيخ عبد البر عباس، والشيخ الدكتور عبد الرحمن عتر، والعلامة الشيخ نذير حامد.

بعد تخرجه أوكل إليه تدريس المواد الاختصاصية في الثانويات العامة بالإضافة إلى الكلتاوية والخسروية والشعبانية.

في عام 1980م تسلّم جامع آمنة بنت وهب إمامًا وخطيبًا ومدرسًا، واستمر في ذلك حتى وفاته، وكان يعطي فيه أربعة عشر درسًا في المسجد سبعة بعد الفجر وسبعة بعد المغرب.

وقرأ فيه تفسير ابن كثير مرتين في المسجد، وقرأ البخاري ومسلم، وقرأ فيه مرارًا رياض الصالحين.

وكان -رحمه الله- يحتفظ في  بيته ببعض الأثر من شيخه السيد محمد النبهان.

ترك مؤلفًا في علم التجويد، وكان قد صنفه بناء على طلب الثانوية الشرعية (الخسروية) ومؤلفًا آخر في الأحاديث المتعلقة بتربية الأولاد، وعدة أبحاث متفرقة لم يطبع منها شيء.

مرضه ووفاته:

انقطع عن الخروج إلى المسجد آخر سنة من حياته بسبب مرض في عموده الفقري.

ثم كانت وفاته في 21 تموز 1998م بعد مرض أصابه في بطنه.

رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

مصادر الترجمة:

*ابنه الأستاذ أحمد نزاز لبنية.

*«الشيخ محمد النبهان، شخصيته، فكره، آثاره».

*أرشيف المدرسة الكلتاوية.

 انظر كتاب «الدرر الحسان في تراجم أصحاب السيد النبهان» (ج 2 صفحة 428).

نشر في موقع أحباب الكلتاوية بتاريخ 13-4-2022م.