أنا لست شيخ طريق، وأنا الوارث المحمّدي
تمهيد:
إذ شيخ الطريق من انتسب لإحدى طرق الصوفية، وعهد إليه شيخه بتوكيل أو خلافة، واعتكف في خلوة أو رباط، يستقبل المحبين، يلقنهم الذكر، ويلزمهم ببيعة وأوراد، ومع تخصص شيوخ الطرق بحلق الذكر والمديح والموالد النبوية فلبعضهم اهتمامات بدراسة العلوم الشرعية، وإنّك لتجد الزاوية أوالتكية أحياناً مدرسة علم و تقى، ومجلس ذكر وهدى، وهؤلاءيحبهم سيّدنا رضي الله عنه ويكرمهم لا سيّما المنسوبين لآل البيت النبوي منهم، حتى إنّ شخصاً جاء يستثيره ضدهم فقال له:أما يكفيك انتقالهم من الشقاوة إلى السعادة؟
فأقلّ ما عندهم نقلة لهم ولتلاميذهم من الشقاوة إلى السعادة، مع كونهم محبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، محبين للأولياء، قال رضي الله عنه: (محبة الأولياء ولاية صغرى، وإذا رأيتم من يحبهم فاطلبوا منه الدعاء
لكنه رضي الله عنه نحا بنفسه عن صفة شيخ الطريق، فرئيس الدولة إذا قال أنا لست مديراً لمنطقةٍ أو ناحية لا يحط من مكانة أحدهما، إذ كلاهما جزء من دولته، فمرتبة (شيخ الطريق) الصادق نقطة في دائرة (الوارث) لا كل الدائرة، وهي ضمن حالة إسلامية لا كل الإسلام، أما مرتبة الوراثة فهي الإسلام بجميع كمالاته عقيدةً وجهاداً ودعوةً وطريقةً، وهي مرتبة العبدية بكل ما فيها من علوم وفهوم وأذواق وكشف وشهود، قال رضي الله عنه : (أنا لست شيخ طريق لا الآن ولا قبل ولا بعد، ليس بيدي، أنا أعدّ حالي خادماً عمومياً.
أنا أعُدّ نفسي خادما عموميا
قال رضي الله عنه :
( ديننا دين إنسانية وليس لحية وعمامة فقط، لا! فأنت وُجِدتَ لتدل الوجود على الله بأخلاق الإسلام بأخلاق سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم بالخدمة لكنّك لا تزال حبّاب دنيا وتغضب لنفسك ولا تحاسب نفسك، ولا تزال بالثرثرةالفارغة والغيبة والنميمة الّذي يحمل كمالات الإسلام له علامة أنّه خـادم ( سيّـد القوم خادمهم )يسأل ويتحرى ويعطي حتى للعدو، هذا هو المسلم الصادق وقلبه معلق بالله، وحتـى في الخدمة الباطنية: الأدب والأخلاق والحياء والمعاني
قال رضي الله عنه :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :سيّد القوم خادمهم يخدم السيّد سيادته، فإذا أردت أن تكون سيّدا وهذا فقير فتركته وذاك جائع أو مريض وتركته فعلى من تكون سيّدا؟ ! على الهواء ! لا، فأنا أحفظ سيادتي، جوعان أطعمه، عطشان أسقيه، مريض أداويه وأعطيه، كل على حسبه، هذا هو السيّد، ولا يرى نفسه سيّدا بل يرى نفسه خادما الناس تنام وهو لا ينام، يفكر بزيد وعمرو وبكر أين راحوا، يذهب بنفسه إلى البيوت، يبحث ليعطيهم والله ما لي غرض، ولا لي حاجة مع أحد والحمد لله رب العالمين، ولكني بحاجة إلى خدمتكم، الخدمة لا في الجسم فقط وأنفقوا مما جعلكم الله مستخلفين فيه [الحديد 7] إذا خدمنا أهل النور يسري نورهم إلينا، لا أنبسط لكوني أعطيت أو أطعمت بل أنبسط لأن الله جعلني خادما لهذه القضية فأنا خادم وأعتز بكلمة خادم أفهموني رجلا خادما، ظاهري و باطني كلّه واحد، أدلكم على حقيقتكم ارجعوا إلى حقيقتكم، سيروا على الصراط المستقيم، أنا أعرف حالي خادما حقيقيا ولا أقبل في نفسي (شيخ نبهاني) أنا اعتقد هذا لا اعرفه أبدا ولا اقبل في نفسي، الله تعالى يقول للشيء كن فيكون أما أنا فلا أقدر أن أقول ذلك، إذا أراد يقضي المراد، لا أرى حالي أعطيت لا أرى نفسي، جعلني الله خادما لا أكثر ولا أرى نفسي أحسن من مخلوق. عدوي وجب علي أن أخدمه هذا من سنتي الخلق عيال الله ، أقربهم إلى الله أنفعهم لعياله