رحلات داخل سوريا :
كان الشيخ النبهان يحب السفر ، ويعد له عدته ، ويرافقه عدد من إخوانه في رحلاته ، وقد رافقته في عدد من رحلاته الداخلية إلى مدن الساحل اللاذقية وطرطوس وجبلة وبانياس والى دمشق وحمص ، والى مدينة القنيطرة وحمّامات الحمّة المشهورة على نهر الأردن . . زار ضريح إبراهيم بن أدهم في جبلة ومقام السيدة زينب وضريح الشيخ محي الدين بن عربي في دمشق ، وكان يأنس بزيارة الصالحين ، والتصدق على من يقوم بخدمتهم ، والتلطف معهم ، ولما زار ضريح مولاي خالد النقشبندي في حي المهاجرين ، وأقام فيه لمدة ثلاثة أيام برفقة عدد من إخوانه ، وكان سعيداً بذلك واختار هذه الإقامة على أي مكان آخر، ولم يكن يأنس بالفنادق الفاخرة والإقامات المريحة ، ويختار الأماكن التي يشعر بالأنس فيها ، وكثيراً ما كان في حلب يختار زيارة جامع الصالحين في الجهة الجنوبية من المدينة ويقضي مع إخوانه يوماً كاملاً فيه ، وكان يلتزم بكل الآداب الشرعية في زيارته لأضرحة الصالحين ، يقف بعيداً عن الضريح لا يلمسه بيده ، يقرأ الفاتحة بصوت هامس ، ويدعو الله تعالى ، ثم يغادر المكان ، ويدعو أصحابه للالتزام بالضوابط والآداب الشرعية من غير تجاوز لها .
وفي دمشق كان يزور أصدقاءه من علماء دمشق من أمثال السيد مكي الكتاني أو يزورونه في مقر إقامته كما يزور الصالحين ، ولم يزور سياسياً أو صاحب مال وزعامة في داره أو مكتبه أبداً .
وحضر في دمشق اجتماعات العلماء التي كانت تعقد في فترة الخمسينات في دار السيد مكي الكتاني غالباً ، وكان يحظى باحترام علماء دمشق ويثقون بحكمته وسداد رأيه ، وأحياناً كان يتوسط للتقريب بين الأطراف المختلفة . ويقول: قوة العلماء في وحدتهم وفي أيام الوحدة مع مصر وقع خلاف كبير بين علماء دمشق ووزير الأوقاف يوسف مزاحم الذي كان من المحبين للشيخ بشأن قانون الأوقاف ، وتطور الخلاف إلى درجة كبيرة ، وذهب الشيخ إلى دمشق بطلب من الطرفين ، وجمعهما في لقاء خاص ، واستمع كل من الطرفين إلى حجة الآخر ، إلى أن وقع التفاهم وزال سوء الفهم المتبادل .
وكان يرافقه في معظم هذه الرحلات الداخلية عدد من إخوانه ، منهم : الشيخ محمد الشامي والحاج محمود مهاوش وأبوعمر الدباغ وفوزي شمسي والشيخ أديب حسون ومحمود الناشد وأحمد الصغير وجاسم الفياض .
من كتاب الشيخ محمد النبهان للدكتور محمد فاروق النبهان