آخر المواضيع
اخترنا لكم




  الرئيسية    الإنجازات والآثار
دار نهضة العلوم الشرعية



مرات القراءة:10478    
أرسل إلى صديق
أبلغ عن مشكلة في هذه المادة

 

دار نهضة العلوم الشرعية

منذ إقامة السيد النبهان رضي الله عنه في الكلتاوية سنة 1347 هـ كان ينظر إلى ساحة المسجد ويقول: إني لأرى هناك مدرسة شرعية، وطلبة علم بعمائم بيضاء فهل أنتم ترون هذا؟. حتى اذا فرغ رضي الله عنه من بناء المسجد على وضعه الآن بادر رضي الله عنه الى شراء دار واسعة محاذية للساحة الكائنة في قبلة المسجد اشتراها من ماله الخاص وشرع ببناء مدرسة دار نهضة العلوم الشرعية عليها بطابقين ، وافتتح الدراسة فيها سنة 1384هـ الموافق 1964م ثمّ أنشأ الثالث فصارت بثلاثة طوابق فوق الأرض وقبل سنتين من وفاته t اشترى بعض الدور المجاورة وأقام طابقين:تحت ساحة المسجد وجوارها فابتنى المطبخ والمطعم والحمام الكبير ودورة المياه، في الطابق الأرضي الأول أما الطابق الثاني فجعله مهاجع لنوم الطلبة،

وتحقق حديث سيّدنا رضي الله عنه بعد سبع وثلاثين سنة، وتطابقت تسمية ( الكلتاوية ) بمعناها التركي: (تل الزهور) مع طلبة العلم بعمائمهم البيضاء! لتكون الكلتاوية مدينة العلم وأزهر حلب.

وسارت المدرسة بستة صفوف، وفق نظام فريد في التربية الروحية والتعليم، وحازت المرتبة الأولى بمنهجها وثمارها. والطالب فيها مكفول من جميع الوجوه أكلاً ولبساً ومؤنة سفر مع كونه لا يخرج من المدرسة إلا للحوائج أو في العطلة الربيعية لاسبوعين وفي الصيفية لشهر واحد ، فإذا أكمل الطالب السنوات الست وحفظ القرآن الكريم تأهّل لدخول الأزهر أو إحدى الجامعات.

أما مصروف البناء والتدريس والتلاميذ فهو أحد مشاريع جمعية النهضة الإسلامية التي أسّسها  رضي الله عنه إلى أن تم تأميم الدولة للجمعية سنة 1984م ) ولا تزال المدرسة عامرة بتوسع وازدياد، وهي موئل عشّاق العلم والمعرفة من سوريا وخارجها، وأسهمت في خدمات عظيمة، بتخريج أفواج من ألأئمةً والخطباءَ والمدرّسين والباحثين وأساتذة الجامعات.

أثر دار نهضة العلوم الشرعية

لقد تعاظمت أهمية هذه المدرسة الفريدة، وتوافد عليها الناس من كل صوب وحدب، حدثني ابن سيّدنا أحمد أبو فاورق رحمه الله قال: يتقدم للقبول في المدرسة زهاء ثلاثة آلاف طالب سنويا فلا نقبل إلا تسعين.

وإن المتخرجين في الكلتاوية يشغلون الآن أغلب مساجد ومدارس مدينة حلب، وإن أكثر من مائتين منهم يعملون في دول الخليج، وآخرون في مراكز إسلامية في الدول العربية والإسلامية وغيرها.

وطلبة الكلتاوية المتخرجون المتحققون بعلومها وآدابها سيماهم في وجوههم، تعلوهم الهيبة والسكينة والوقار، أنوارهم عالية وعلومهم راقية، متوّجون بالأدب والحياء، بعيدون عن مظاهر التعصب والتطرف والغلو، وهم لا يثيرون الفتن بل يخمدونها ولا يتدخلون فيما لا يعنيهم، إذا حضر أحدهم مجلسا كان أميرَه، وإذا حظيت بجمع منهم في مكان أعادوا إلى ذاكرتك الرعيل الأول من الصحابة وآل البيت الكرام رضي الله عنهم أجمعين.

 

طالب العلم الّذي يريده رضي الله عنه

 

·      أن يطلب العلم الموصل إلى الله سبحانه وتعالى، لأجله عزّ وجل ليعمل به، لا لغرض دنيوي يتعيش به ولا ليكون صاحب جاه أو منصب، قال رضي الله عنه : (من طلب العلم ليتعيش به لا عيّشه الله، وحينما يطلب الإنسان العلم يطلبه الله).

  •     مداخلة العلم بالسلوك، والعمل على تزكية النفس بمحاسبتها .
  •  ملازمة الأدب، قال رضي الله عنه : (ليتعلموا تسعة أعشار أدباً والباقي علماً . أو  تسعاً وتسعين بالمائة أدباً والجزء الباقي علماً).
  •       السير في طريق علم، عمل، إخلاص، تبري من الحول والقوّة إلى حول الله وقوته.
  •        لا ينسب العلم لنفسه، ولا يرى نفسه خيراً من غيره .

        يأخذ العلم عن محبة، ومن لا يحب أستاذه لن يأخذ العلم  .

  •   المواظبة على التهجد قبل الفجر بنصف ساعة على الأقل، وكان يقول رضي الله عنه : (صل ركعتين، فكثير كثير أربعا، ثمّ اجلس لطلب العلم، فطلب العلم أفضل من صلاة النفل المطلق، طالب العلم يقعد قبل الفجر فيصلي ركعتين صحيحتين سليمتين فقط ويدعو الله.. وبعدها يطالع دروسه، لا أبيح له أكثر من ذلك)! قال الإمام الشافعي: طلب العلم أفضل من صلاة النافلة.
  •   أكل الحلال، قال رضي الله عنه :( لقمة الحلال هي تدلكم على أهل الله).
  •       ارتداء الجبة والعمامة، وتزيينهما بالاتباع، قال رضي الله عنه : (نريد طلبة علم ذوي أدب ولحية وعمامة).
  •     الخشونة في العيش، قال رضي الله عنه : (وقل لهم فليخشوشنوا).
  •     لا يحب الدنيا ولا يميل إلى النساء ولا يفتتن بهن، ولكنه يكرمهن, لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بهن.
  •  يعمل بعلمه، قال رضي الله عنه :( العمل هو المراد من العلم، العلم أساس، والعمل هو البناية ) .
  •   يكثر من مراجعة دروسه، قال رضي الله عنه : (الوِرد الحقيقي لطالب العلم مطالعته لدرسه؛ لأن سلاح العالمَ اليوم هو العلم، ونـزيد عليهم الأدب.. يطالع دروسه قبل الدرس وبعد الدرس، هذا يسير بسرعة، يصير عالماً، حتى يفهم العلم ليعلّم الناس الصغير والكبير والمسلم وغير المسلم).
  • تطبيق الشريعة على نفسه وعلى بيته، فـ ميزان العالمِ بيته.
  •   وعن المطالعة في كتب الصوفية فيقول رضي الله عنه :( لا أرضى لطالب العلم أن يطالع في كتب الصوفية وليس عنده رابطة مع المرجع... المريد في حال السير يجب عليه أن يتأدب بآداب الشريعة ويتخلق بأخلاق الطريق حتى ينتج عنهما الحقائق، والحقائق لا تنتج إلاّ من المريد المتأدب والمتخلق صاحب الهمّة العلية، قال الشيخ محيي الدين بن العربي: يحرم على غيرنا مطالعة كتبنا)...