تقع مدينة حلب في شمال سوريّا، وتبعد قليلاً عن الحدود مع تركيّا، وكانت في أيام الدولة العثمانيّة البوابة الأولى الأكثر أهميّة للعالم العربي، وهي الثغر الدائم الصامد في وجه الحملات الصليبيّة، وهذه المدينة بقلعتها الأثريّة العريقة التي تتوسطها هي الصخرة القويّة التي كانت جيوش الغزو تصطدم بها وترتد إلى الوراء خاسرة مدحورة.
دخل المسلمون في العام الهجري الخامس عشر إلى مدينة حلب الشهباء ساعة فتحها من باب في سورها يقال له باب " أنطاكية " وفي نفس المكان الذي وقفوا فيه بعد دخولهم وحيث ألقوا أتراسهم بنوا مسجداً عرف حينئذ بمسجد الأتراس وبالمسجد العمري