كان الشيخ يقضي الصيف وبعض أيام الربيع في الجابرية فالربيع جميل في الريف حيث الخضرة والشمس الدافئة، والنفس تشتاق إلى ربيع الريف، لأنه يمثل الشباب والحيوية والتجديد، ويضيق بالخريف لأنه يمثل الغروب والشيخوخة والحزن، أما الصيف فهو شهر العطاء والثمار، وفيه ينضج كل ما هو عسير يودع الناس أحلامهم الوردية قبل أن يداهمهم الخريف الذي تسقط الأوراق فيه.
انتقل الشيخ إلى قرية الكيصومة التي تقع إلى الشرق من حلب، في الطريق المؤدي إلى الجزيرة ودير الزور بالقرب من «قرية مسكنه» وكانت الكيصومة قرية كبيرة ممتدة، ليس فيها بساتين وأنهار، بل هي أرض بعليه تسقى من ماء المطر، وتزرع الحبوب فيها.