كان الصحابة المهاجرون رضوان الله عليهم كثيري الحنين إلى بلدهم الأصلي، فكيف ينسى المسلم وطنه الإسلامي الذي خرج منه، ويسلوه ويستبدله بوطن آخر غير مسلم... وليذكر المغترب كذلك أمته المسلمة التي ينتسب إليها ويعتز بها، وهي التي احتضنته وغدته وعلمته وأدبته
ما من أمة إلا ولها تعتبرها محطّات في الحياة لإظهار الفرح والبهجة بالطريقة التي تراها حتى أصبحت الأمم تتفاخر فيما بينها بكثرة أعيادها وتتباهى بأسلوب احتفالها وتحاول إظهار مدلولات ومعاني تلك المناسبات أمام العالم، رغبة منها في المنافسة وسعياً منها نحو بث روح المرح والفرح في قلوب أفرادها.
يقصد بالجوار عند الحديث عن حقوق الجوار وآدابه: الملاصقة في السكن أو نحوه كالبستان والحانوت.
ومن الواضح البين أن للإسلام موقفاً مميزاً ونظرة خاصة ومفاهيم معينة تحكم علاقة الجيران بعضهم ببعض... وهي نابعة أصلاً من حرص الإسلام على الترابط الاجتماعي والإيثار الأخلاقي، وتعميق مفهوم الإيمان الحق، وتأصيل الروح الجماعية في الأمة الواحدة...
لا بد لكل مجتمع بشري من حاكم يوجه الناس إلى ما يصلح أمورهم ويحمي جماعتهم وينمي مواردهم ويزرع الخير فيهم ويردع الشر عنهم... قال الماوردي: السلطان الظاهر تتألف برهبته الأهواء المختلفة، وتجتمع بهيبته القلوب المتفرقة، وتنكف بسطوته الأيدي المتغالبة، وتنقمع من خونة النفوس المتعادية.
لا نجد ـ بعد البحث والتأكد ـ ديناً سماوياً ولا مذهباً أرضياً أولى الزواج من الاهتمام والرعاية ما أولاه الإسلام... لقد نظر إليه على أنه ركن من أركان الحياة بل عمود البقاء للإنسانية فيها فوضع له الحدود والآداب وبيّن ما فيه من الحقوق والواجبات، وشرح مقاصده ومراميه وأزال الغشاوة عن منافعه ومزاياه، وأرشد الإنسان إلى أفضل النيات فيه وأضمن الطرق لاستدامته وأجمل الأهداف التي يحققها...
المسكن: هو المكان الذي يأوي إليه الإنسان ويقيم فيه مع زوجته وأولاده. وقد اتخذه الإنسان من أجل الإحساس بالأمان، والوقاية من الحر والبرد، وحفظ الأموال والمتاع، والحصول على على قدر كاف من الراحة.
كل مراحل حياة الإنسان مهمة... ولكن لمرحلة الشباب في العمر أهمية أكبر وأعظم...إن الشباب هو واسطة عقد المراحل، وهو مخزن القوة والنشاط في ابن آدم، كما أنه مفترق الطرق المختلفة فيه، فإما أن يتجه المرء إلى الخير في شبابه فيكون خيراً صالحاً نافعاً وإما أن تنحرف به السبل إلى غير ذلك فيكون شريراً عنيداً وشيطاناً مريداً... وهنا الطامة الكبرى... إضافة إلى أن الشباب هم مستقبل الأمم وغدها المنتظر وخططها الطموحة. ويدها الضاربة وساعدها القوي فإذا أهملت شأنه وغفلت عن أمره وأسلمته إلى غيرها ليوجهه أو يفترسه خسرت خسراناً مبيناً لا مزيد عليه.
واصطلاحاً كما قال الزركشي: المكان المهيأ للصوات الخمس...
وأول مسجد وضع على الأرض المسجد الحرام بمكة، كما قال تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ) وهو أشرف المساجد على الإطلاق إلى يوم الدين...
مع بحث الإنسان المعاصر عن كل المتع واللذائذ، وحرصه على الاستمتاع بأنواع عديدة من المباهج الدنيوية، ومع الأخذ بعين الاعتبار ضغط الحياة المادية وإرهاقها المتواصل للفرد والحرمان الواقع على الإنسان من الطبيعة البكر بعد اكتظاظ المدن انتشار الآلة في كل جوانب الحياة نتيجة ذلك كله تزايد اهتمام الإنسان بأماكن الترويح عن النفس واشتدت عنايته بالأماكن العامة التي يتنزه فيها المرء ويسترخي، واتجه إلى الإكثار منها والتأكيد على دورها في الحياة
هذه كلمات مؤثرة نافذة افتتح بها الإمام الغزالي رحمه الله كتابه ذكر الموت وما بعده فقال: الحمد لله الذي قصم بالموت رقاب الجبابرة، وكسر به ظهور الأكاسرة، وقصر به آمال القياصرة الذين لم تزل قلوبهم عن ذكر الموت نافرة حتى جاءهم الوعد الحق فأرداهم في الحافرة، فنقلوا من القصور إلى القبور
للمجتمعات الحديثة خصائص ومميزات من أبرزها نظام التوظيف وجيوش الموظفين وتشعب المصالح الحكومية وتناولها دقائق الحياة فضلاً عن أمهاتها حتى أصبحت الدولة العصرية بوزاراتها وإداراتها أكبر مصدر للعمالة ومرجع لتشغيل الأيدي الشابة التي تتطلع إلى الحياة وتستقبل الدنيا
المرض نقيض الصحة وهو كما عرفه بعضهم: خروج الجسم عن حد الاعتدال أو هو ضعفه عن القيام بوظائفه. ولا شك أنه من البلاء وجملة المصائب التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه المعافاة والسلامة منها كما جاء في الحديث: "اللهم عافني في بدني"
النصيحة بمعناها العام بين الناس: بيان ما فيه للمنصوح نفع وخير في دينه ودنياه ودلالته عليه وتنبيهه إليه، رغبة من الناصح في إقلاعه عن خطأ، أو تجنبه الوقوع فيه، أو إرشاده إلى أفضل مما هو فيه أو أكثر فائدة أو أقل مخاطرة.
الإنسان مدني بطبعه، يحب الاجتماع إلى غيره والالتقاء به، ويرى ذلك كمالاً وخيراً، ويحس بالنقص منفرداً وبالوحشة منعزلاً، وكأن اجتماع الناس بعضهم ببعض يشعرهم بالأمان ويمنح نفوسهم جرعات من الحنان، فأكثر الناس حزناً وكمداً وحسرة من خسر إخوانه الآلفين له، وانفض من حوله لفيف المحبين له، ليصبح منبوذاً مكروهاً، ومعزولاً مطروداً.
ذلك أن اجتماع الأحباب والأصحاب حول مائدة الطعام أو الشراب، مع ما يدل عليه من أخلاق رفيعة، وما يصاحبه من فوائد كثيرة، أصبح صورة من صور الترابط بين أفراد المجتمع الواحد، وباباً من أبواب التواصل فيه، ومظهراً من مظاهر تكريم الآخرين: داعين أو مدعوين، أقرباء أم غرباء، لمناسبة معينة أم بدونها.
من أهم ميزات عصرنا الحاضر وخصائصه وسائل الإعلام الحديثة... فالإعلام بمفهومه المعاصر أصبح ذا دور خطير في الحياة لا يقل عن دور أي جهة فاعلة مؤثرة بعد أن تعددت وسائله كثيراً واختلفت أساليبه أكثر ورصدت له الميزانيات الضخمة وجندت له الأعداد البشرية الكثيفة، وأُعدت فيه وحوله الدراسات النظرية والعلمية
إن تلك القيم والمثل التي دعى إليها ديننا الحنيف، وأرسى دعائمها نبينا الشريف، وقام عليها المجتمع الإسلامي النظيف، هي مجموع ما يُطلق عليه اسم الشريعة الإسلامية
السفر: خروج الإنسان عن موطنه ومحل إقامته وقطع المسافة البعيدة. وحكمه في الأصل أنه مباح، وينقلب بالنية إلى عمل من أعمال العبادة. قال الإمام الغزالي رحمه الله: السفر ينقسم إلى مذموم، وإلى محمود، وإلى مباح.
قال الماوردي: اعلم أن الحاجة إلى الملبوس ماسة، لما في الملبوس من حفظ الجسد ودفع الأذى وستر العورة وحصول الزينة، قال الله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً )(لأعراف: من الآية26).
الطعام والشراب من أهم وسائل حفظ الحياة، وبهما يتناول الإنسان أرزاقه وأقواته: التي أنزلها الله من السماء ماءً ثجاجاً، أو أنبتها من الأرض حباً وعنباً وقضباً وزيتوناً ونخلاً، أو سخرها له من الأنعام غنماً وبقراً وإبلاً وطيراً، أو غير ذلك مما خلقه الله سبحانه للإنسان، لتدوم حياته بسببه، ويتقوّى به على طاعة ربه، ويتقلب بين النعم الكثيرة المختلفة في اللون والطعم والنوع.
الكلام أعظم وسيلة يمتلكها الإنسان للتعبير عن نفسه أو عن الأشياء، بالكلام يظهر رضاه أو سخطه، وبه يعبر عن عواطفه وأحاسيسه، وبه يعرف إيمانه وعقله، وبه يعبد الله أو يعصيه، وبه يصلح ما بينه وبين الآخرين أو يفسده، وبه يكون هلاك الإنسان أو نجاته، وبه تهيج الأمم أو تطفأ الفتن، وبه يمتدح الآخرون أو يذمون!!
يلتقي الناس بعضهم ببعض في المجالس، إما طلباً للراحة والأنس، وإما رغبة في التشاور والتباحث، وإما تداولاً للأخبار ومعرفة الحوادث، وإما استعداداً لطعام في مناسبة، وإنما تجمعاً لمشاركة في عزاء، وإما لغير هذا وذاك من الأهداف والمقاصد.
التعلم هو: طلب العلم وتحصيله، والسعي من أجله، وبذل الجهد في سبيله، وتحمل المشاق وسهر الليالي وإنفاق الأموال ومفارقة الأهل والأوطان رغبة فيه وجرياً وراءه.