أدعو للاحتفاء ( بأهمية ) حادثة الإسراء والمعراج في كل وقت وفي شهر رجب بالخصوص ، لأن مخالفة أغلب الأقوال استعمالاً أمر غير مستساغ ، مع التأكيد عند تناول القصة على ثبوتها
جرت العادة أن نجتمع لإحياء جملة من المناسبات التاريخية ، كالمولد النبوي وذكرى الإسراء والمعراج ، وليلة النصف من شعبان ، والهجرة النبوية وذكرى نزول القرآن وذكرى غزوة بدر ، وفي اعتبارنا أن هذا الأمر عادي لا صلة له بالتشريع الحكمي ، فلا يوصف بأنه مشروع أو سنة ، كما أنه ليس معارضاً لأصل من أصول الدين
الحديث عن بلاغة الآيات القرآنية يتطلب النظر في مناسبة نزول الآية وما تستدعيه من معنى يعطي هذه المناسبة حقها مكوناً من جمل وكلمات لكل منها معناها ثم يتضافر كل ذلك في نسيج واحد يكسو المناسبة حلة تامة تروق الناظر وتأخذ بمكامن الإعجاب من نفسه ثم تبث معانيها ومقاصدها في القلب وهذا هو معنى أن البلاغة مطابقة الكلام الفصيح لمقتضى الحال أي : أن يوفي الكلام المناسبة حقها تاماً بحيث لا يبقى عند السامع تطلب للمزيد .
اختص الله جلت قدرته حبيبه صلوات الله وسلامه عليه بخصائص ، ومن تلك الخصائص : إسراؤه تعالى بحبيبه ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليريه من آياته الكبرى
كفرت ببعثة أحمد أم القرى * وتنكرت لمجيئه السفهــــــــاء
سعدت ببعثته البرية كلها* وسرت بقلب حسوده البغضـــاء
وأتى إلى الدنيا بخير شريعة* زان البسيطة نورها الوضاء
إن المسلم ليطأطئ الرأس حياء وخجلاً وتعتريه قشعريرة تهزه هزاً عنيفاً كأسلاك الكهرباء مستها يداك فسرت في أنابيب عروقك كلما عُرضت عليه صفحات الماضي المشرقة فقابلها بصفحات قاتمة سوداء من واقعه وحاضره
إنها رحلة الإسراء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى بيت المقدس ثم العروج به إلى السماوات العلى في حدث غريب عجيب لم يقع على الأرض مثله من قبل