لا أحد لا يحزن لما آلِت إليه الأوضاع في عالمنا العربي . انهيارات متلاحقة ومخيفة وتنذر بالأسوأ . ووصل الأمر إلى العدوان الآثم على المسجد النبوي الشريف ، وترويع زواره وهو المكان الذي يجب أن يكون آمناً لكل زواره . لا يمكن لمسلم مهما كان أن يقدم على هذه الجريمة أو يبررها .ابحثوا عن اليد الآثمة الملثمة التي تعبث في الظلام . لاعذر لمن فعل هذا أو شجع عليه . المجرم لا هوية له
كان الإسلام بالنسبة لنا عقيدة ومنهجاً وسلوكاً ، وكانت العروبة انتماءً قومياً نفخر به . كنا نعيش آمال الوطن العربي وآلامه . لم نكن نختلف في الثوابت والأصول . كان الخلاف مظهراً للتعبير عن الذات . لم تكن هناك كراهية أو بغضاء . كان الوطن يتسع للجميع ، وكنا كأسرة واحدة تتقارب يوماً وتتباعد يوماً آخر, وفي نهاية النهار تجمعنا الأمسيات وتشدنا حكايات الماضي.
أخطر أنواع الظلم الذي يجب أن يُقاوَم ويُحَارب هو الاحتكار الذي يمارسه رموز القوة الماليّة لتحقيق أرباحٍ فاحشةٍ نتيجة إلحاق الضرر بمصالح الناس , فيحتكرون السلع الضروريّة في الغذاء والدواء والسكن والكهرباء والماء وكلّ ما يحتاج إليه المجتمع ولا يمكن الاستغناء عنه , فيستغلُّ المحتكر حاجة الناس إلى ما يملكه فيرفع عليهم الأسعار ولا يجدون البديل لهذا السلعة التي لا يمكن الاستغناء عنها
علمتني الحياة أن أتعلم من تجربة الآخرين وأن أستفيد من أخطائهم ، فهذه هي مدرسة الحياة ، فمن لم يتعلم من غيره فعليه أن يعيد الماضي كما كان ويدفع ثمن الأخطاء ، والعقلاء يستفيدون من كل تجربة ويسمعون كل فكرة
علمتني الحياة أنّ من يحاول استرضاء الناس بغير ما هو مقتنع به وبما يتنافى مع قناعته وكرامته وضميره فقد سار في الطريق الخطأ ، وقلّما يرضي الناس ، وسرعان ما ينقلبون عليه ، وهو سيندم حتماً وستكون خسارته كبيرة ، وإن ظهر له الأمر في بدايته نجاحاً وانتصاراً ، فالأمور بخواتيمها
علمتني الحياة أن أكره كلّ من يستغلّ الدين لتحقيق أهداف شخصيّة
علمتني الحياة أن أكره كلّ من يستغلّ الدين لتحقيق أهداف شخصيّة لا علاقة لها بالدين ، فالدين ليس مطية لبلوغ أهداف دنيوية ، ومن حقّ كلّ إنسان وكلّ طائفة وكلّ تاجر وكلّ حاكم أن يسعى لتحقيق مصالحه الشخصية وطموحاته في الحياة ، ولكن لا يحقّ لأحدٍ من هؤلاء أن يستغلّ الدين لتحقيق أهدافه ، وهذا من الكذب والتزوير والخداع
أيها المسجد أنت البيت الكبير ولا يمكن لأيّ كبير أن يكون كبيراً عندما يدخل إليك، وأنت تستقبل الكل ولا أحد يمنع من دخولك، ومن استجار بك أجرته , ومن استعان بك على ظالمه أعنته ,وكل كبير فيك فالله أكبر منه والكل يردد في كل حركة من حركاته في ركوعه وسجوده وقيامه وجلوسه الله أكبر
علمتني الحياة أنّ الإنسان العاقل يستفيد من وقته في كلّ عمل مفيد له أو لغيره أو لمجتمعه , وليس من الضروري أن تكون الفائدة مادية فقد تكون الفائدة ثقافية أو روحية أو صحية أو القيام بعمل خير لمجتمعه
أنتم ورثة الأنبياء في نصرتكم للحق ودفاعكم عن حقوق الإنسان والفضائل السلوكية والقيم الإنسانية، وأنتم مظنة التقوى والورع والاستقامة والنزاهة، وأنتم تتكلمون باسم الدين وتبينون أحكام الشريعة، وتقفون على المنابر لدعوة الناس إلى العمل الصالح ومقاومة كل المنكرات في مجتمعكم، فكونوا كما هو الأمل فيكم رسل خير ودعاة إصلاح.
علمتني الحياة أنّ المال الحرام الذي جُمِع عن طريق الغشّ والاحتكار والرّبا والرّشوة واستغلال النّفوذ واغتصابِ أموال الأيتام و المستضعفين من الفلاحين وعدم إعطاء العمال أجورهم العادلة ، هذا المال الحرام لا بدّ إلا أن يذوب كما يذوبُ الملح في الماء
علمتني الحياة أن أمشي كل صباح في الأرض الخصبة وأن أزرع كلماتي في تلك الأرض أخاطب بها جيلي والأجيال المقبلة ولابدّ أنّ بعض هذه الكلمات سينبت وسوف يورق ويثمر ولماذا لانثق بخصوبة أرضنا ؟ غداً أو بعد غدٍ سنتمكن من القضاء على الأميّة
علمتني الحياة أن أثق بالرجل الحكيم ، والحكمة فضيلة القوّة العقلية عند لإنسان ، وليس مرتبطة بالقوة الغريزيَّة سواءٌ كانت شهوانية أو غضبية ، فالحكيم هو الذي يضع الأمور في نصابها وكما يجب أن تكون ، يغضب عندما يستدعي الغضب ويمسك عندما تستدعي الحكمة أن يمسك عن الغضب , ويتكلم عندما يستدعي الموقف الكلام ويصمت عندما يجد أنّ الصمت هو الأفضل
أيها المعارضون السياسيون إذا كنتم تعارضون لكي تصلوا إلى السلطة فلا تفعلوا ذلك فليست المعارضة وسيلة مشروعة للوصول إلى الحكم ولا تعارضوا لإثبات وجودكم بل عارضوا السياسة الخاطئة وراقبوا السلطة فيما تفعله ودافعوا عن المواقف التي تؤمنون بها وكونوا الصوت الذي يعبر عن ضمير الأمة , والتزموا بأخلاقية المعارضة ولا تكذبوا ولا تشوهوا الصورة الإيجابية, وكونوا أداةً للبناء والتصحيح
علمتني الحياة أن الحرية المطلقة تقود إلى الفوضى المطلقة ، ولا بدّ من وجود ضوابط صارمة لممارسة الحرية بالطرق الصحيحة ، فا لحرية لا تعني الانفلات ، والمجتمعات المتخلفة لا تحسن في الغالب ممارسة الحريّة بالطريقة الصحيحة ، ولابدّ من وجود قيود قانونية وأخلاقية لضبط الحرية
أيُّها المراقبون للمصالح العامة أنتم جند الحق العام، ومؤتمنون على المصالح العامة، فإن انحرف أحد فأنتم مؤتمنون على مراقبة ذلك والتصدي لكلّ سلوكٍ يُهددُ المصلحة العامة ، ولا حدود لصلاحياتكم، فأنتم في كل المرافق العامة ، تراقبون ما يجري فيها، فإن سكتم عن منحرف فقد خنتم الأمانة
لكل هدفٍ وسيلة ، ولكل غايةٍ سبيلاً ، وإن السبيل الأقوم والأقوى إلى الرحمة والراحة والسكينة والأمان والهداية وولاية الرحمن في هذه الدنيا وفي الآخرة بالعقل والنقل بالمشهد والعيان ... هو الإيمان .