كلمة الشيخ المصري عبد الفتاح الشيخ وذلك بمناسبة المولد النبوي الشريف في الكلتاوية عام 1979م
كان صلى الله عليه وسلم رحيماً ، كان صلى الله عليه وسلم لين الجانب ، كان صلى الله عليه وسلم يطلب المشورة من أصحابه ، ويطلب الرأي من أصحابه ويتدارس معهم الرأي، ويهديه الله، ويوفقه الله، ويأخذ بيده دائماً أبداً إلى الرشاد وإلى الصواب ، ولذلك يخاطبه الله عز وجل بقوله تعالى : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
ردود وتعليقات حول مانشر من إساءة للإسلام ولرسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى : {ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور}وقال تعالى :{قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون}وقال تعالى : {إنا كفيناك المستهزئين}
ردود وتعليقات حول مانشر من إساءة للإسلام ولرسول الله صلى الله عليه وسلم
إن سيرة المنقذ الأعظم سيد الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم حافلة بالعظات والعبرة مليئة بجلائل الأعمال ، ماثلة النبراس لأعين عظماء النفوس ، الذين يريدون أن يكونوا عظماء الأعمال قادة للأجيال تدلهم سيرته الجليلة على الطريق ، وتضمن لهم النجاح والتوفيق إن أخذوا أنفسهم باتباع نهجها واقتفاء معالمها النيرة .
الله تبارك وتعالى قال في كتابه الكريم لحبيبه ومصطفاه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ، وهذه الآية تعني أنه صلى الله عليه وسلم كان رحمة بأوسع مايمكن أن تكون معاني الرحمة ، رسالته رحمة أخلاقه رحمة ذاته رحمة ولكن هذه الرحمة يأخذ منها كل إنسان بقدر مايقبل عليها ، أما المعرضون عنها فنصيبهم منها الحرمان ورغم هذا الحرمان فإنه تصيبهم رحمته صلى الله عليه وسلم رغم أنوفهم
الله تبارك وتعالى قال في كتابه الكريم : قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ، لعل الإنسان لو نظر في آيات القرآن الكريم لم يجد آية تصرح بما يعتقده كل مسلم من أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم هو حبيب الله تعالى ولذلك تشكك بعض المتشككين وقال : إن وصفه صلى الله عليه وسلم بأنه حبيب الله ليس بثابت
وقول الله تبارك وتعالى : وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين هذه الرحمة معانيها تتسع وتتزايد وتتعاظم إجمالاً وتفصيلاً ، أما إجمالاً فإن رسالته كانت رحمة وإن أخلاقه كانت رحمة وإن ذاته الشريفة كانت رحمة ، والرحمة كما قال الله تعالى ليست لناس دون ناس ولا لأمة دون أمة ولا لمؤمن دون كافر بل هي رحمة للعالمين .
إن من عظمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم علومه التي آتاه الله عز وجل إياها فقد أمره بأن يستزيد من العلم فقال: (وقل رب زدني علما ً) وأثبت له العلم فقال: (وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك مالم تكن تعلم) وورد في الصحيحين أفضليته في العلم حيث قال صلى الله عليه وسلم: (إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا) وفي رواية الأصيلي (أنا أعرفكم بالله).
لا عُذر لكم عند الله إن خُلص إلى نبيكم وفيكم عينٌ تطرف
نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما الذي يجب علينا فعله ؟ تفعيل المقاطعة الاقتصادية أنموذجاً قال الله تعالى في سورة الأحزاب إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً
كان من شيم العربي في الجاهلية أن لا يخضع لأحد ، ولا يقر بسلطان عليه ، ويرى في نفسه أنه لا تحده قوة ولو كان عاجزا عنها ولكنه يرضى من نفسه أن لا يعترف بها ولو كلفته حياته وربما سيطر عليه تقليده
عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعن أبيها، من النساء الشهيرات في الدنيا . . . صحابية جليلة وعالمة كبيرة، إحدى زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أحبهن إليه وأقربهن إلى قلبه . . . وهي الزوجة الوحيدة التي تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بكراً . . . لا ينكر فضلها، ولا يخفى مقامها ولا تجهل رتبتها . . . يكفيها شرفاً أن تلقب بحبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحديث عن سيرة العظماء طريقة دأب عليها الكثير من البشر في القديم والحديث.
ذلك أن العظماء ـ أياً كانوا وأنّى وُجدوا ـ ذوو أثر فعال، وأصحاب مقام عال، وشأن رفيع، تقدم لهم الأمم الاحترام والتبجيل، وتمنحهم الحب والاحترام.
للسيرة النبوية العطرة نكهة خاصة وطعم مميز عند المشتغلين بالعلوم الشرعية. وما ذلك إلا لأنها تتعلق بأحب شخصية من البشر خلقها الله إلى قلوب المؤمنين، تعلقاً ذاتياً يمتزج فيه الخبر بالأمنية، ووحي السماء بأنباء الأرض، والحوادث البشرية بالمعجزات النبوية.
ببريق الجواهر وعظمها تتفاضل تيجان الملوك . أما تيجان الأنبياء فتتفاضل بمكارم الأخلاق وكمالها وظهورها في حياتهم طبعاً وسجية. كما يفوح الطيب من الزهور ويشع الضياء من البدور حتى يترقى الأمر إلى أن تفعل تلك الكمالات الخلقية في العقول فعل المعجزات تهدي الحائرين وتكسر عناد المتجبرين وتملأ باليقين قلوب المؤمنين .
ما أسمى صفة الحلم وأحبها إلى القلوب ! وكم هي عظيمة هذه الصفة حتى جعلها الله عز وجل من علامات النبوة وبراهينها وما أروع الموقف الذي يتجلى فيه حلم النبوة فيهتدي به العقلاء إلى دين الله هداية قناعة ويقين ومحبة :
إذا أدَرْنا الحديث ناحية إنسانية الرسالة المحمدية ولبها وهدفها ـ بعد الحديث عن شمولها وإحاطتها ـ وحاولنا تلمس بعض خطوطها العريضة في التعامل مع الواقع البشري بكل أبعاده. علمنا شيئاً ما حول أسلوب منهجها في التخطيط العام الشامل
كانت أوجه العظمة في الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم تتجلى في كل ناحية من نواحي نفسه، وكل جانب من جوانبها ، سواء في هدوئه وغضبه، أو في صحته وسقمه، أو في حربه وسلمه، أو مع عدوه وصديقه، أو فيما بينه وبين نفسه، أو بين أهله والناس، أو مع الكبير والصغير والنساء والرجال بل وحتى مع الحيوان.
إن ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم ميلاده هي ذكرى مناسبة فتحت على الوجود الدنيوي الخير العظيم الشامل الذي تكونت به أمة الإسلام فملأت الدنيا خيراً وبراً ورحمة .
عشاق الحضرة الإلهية هم الزاهدون حقاً إذا علمنا أن الفقر شيء والزهد شيء آخر وأن الفقير لا يملك والزاهد منصرف عما يملك وما لا يملك ، مشغول عنهما بالمعاني السامية والكمالات الراقية
حسن العبادة فيصل ما بين المخلصين الأبرار وبين الذين يؤدون العبادة أداء الطامعين التجار يتوسلون بها إلى مآربهم كأنها درهم أو دينار فإذا بلغوا أمانيهم قاموا إليها كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا .
الشمائل السامية تجتذب بجمالها وكمالها القلوب، فتتعلق بصاحبها، وتفديه بالأرواح، هذا أمر مألوف، غير مستنكر ولا مستبعد، ولكن أن يزاحم السمو الخلقي المعجزة، فيفعل فعلها في العقول، فهذا ربما يكون مستبعداً أو غير مألوف، وربما لقي إنكاراً عند بعض الناس.
العفو خلق إنساني كريم يدعو الناس في كثير من الأحيان ـ حين تذهب عنهم العصبية ـ إلى أن ينضموا إلى أهل هذا الدين ويدخلوا في نطـاق هـذا الدين الإنساني النبيل دين الإٍسلام .
وجوه الخلق مرايا قلوبهم ، يتجلى فيها الخير ويبرز الشر لمن ينظر بتبصر ويتأمل بتفكر ، ويتحسس المعاني الخفية من الأحوال الحسية فإن كان ممن منحهم الله صفاء نفس وطهارة قلب وإخلاص قصد تجلت له المعاني من الوجوه أكثر
إنها لليلة مباركة طيبة مشرقة منيرة تجتمع فيها تلك القلوب الصافية وهذه النفوس الراضية وتلك الشخصيات العالية والزهرات الندية اليانعة في رحاب الكلتاوية العامرة وفي ذلك المحراب المقدس محراب السيد النبهان رضي الله عنه
طفق الإسلام ينداح في الغرب، فزع البعض {يحسبون كل صيحةٍ عليهم} [المنافقون 4]، فكروا كيف يواجهون المد الكاسح، رسموا الخطط، شرعوا بالتنفيذ، عسكرياً اقتحموا بلاد الإسلام، سياسياً صنعوا طابوراً خامساً، فكريّاً كتبوا وحاضروا، أخلاقياً شجعوا على الرذيلة، اقتصادياً نهبوا وحاصروا، فنياً شوّهوا ورسموا، إعلامياً أذاعوا ومثّلوا، الواقع يؤكد ذلك وهو سيد الأدلة.