جرى العرف عند كثير من المسلمين إذا عرض ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم, أو أحد الأنبياء السابقين أن لا يذكروه باسمه المجرد وإنما يصدرونه بما يدل على التعظيم والتوقير كقولهم ( سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, أو سيدنا إبراهيم عليه السلام ) وهكذا مع باقي الأنبياء عليهم السلام, بل تعدى ذلك إلى أهل العلم والفضل والصلاح, ويعدون ذلك من باب الأدب, وإظهار مكانة الأنبياء والفضلاء.
هذه ظاهرة لها جذورها في التاريخ ما إن تنتهي حتى تظهرمن جديد بأساليب مختلفة متلائمة مع كل عصر وكل آونة حيث هناك الكثير من يحب الظهور وليس عنده مقوماته فيعتمد على ظاهرة القصص حيث لا تحتاج إلى كثير عناء وجهد وبحث و وتدقيق فيسلك هذا المسلك ويدخل هذا المدخل مستغلا عاطفة الناس فيرويها بأسلوب شيق وعرض جيد .وفي هذا المقال نسلط الضوءعلى هذه الظاهرة في كثير من العصور وما موقف أهل العلم منها وأهم ما يترب عليها
الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام جعلهم الله بحكمته مثالَ الكمال الإنساني في أرقى صوره وأجمله، فهم الغاية في التمام والجمال الخَلْقي والخُلُقي، وهم أطهر البشر قلوباً، وأزكاهم أخلاقاً.
إن ّمن أشد الأمور خطراً على العقل والدين أن تختلط الخرافة بالدين في أذهان كثيرين اختلاطا لا يتميز به أحدهما عن الآخر ، ويغدو هذا المزيج عقيدة لدى العامة يدينون الله بها ، يرجون بركاتها في الدنيا وثوابها في الآخرة ،
لاشك أن جميع من مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم في الماضي والحاضر، من أهل البوادي والحواضر، من ناظم أو ناثر أو شاعر، يستدل على استحسان مدحه لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
تعتبر السيرة النبوية المصدر الحي المتجدد للفكر الإسلامي الذي يُعَبِّر بدقة وصدق عن روح النصوص التشريعية، ومقاصد الأحكام الشرعية، لأن السيرة النبوية تجسد قيم الإسلام الحقيقية، وتلقي أضواء كاشفة على كثير مما يحتاج إليه المفسر أو الفقيه أو القاضي لمعرفة غايات التشريع وأهدافه..
إن انتشار أي فكرة وظهور أي حزب وشيوع أي معتقد لا يتم إلا بتوفير القاعدة القوية من الإعلام...ومن هنا لم يتوان رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبليغ الدعوة، وإنما استخدم كل وسائل الإعلام وذللها لهذه المهمة
تأملات في تعظيم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في القرآن الكريم
نظرت فوجدت أن بعض المسلمين قد غابت عنهم مكانة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فراحوا ينكرون على أهل تقدير النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإجلاله تقديرهم و إجلالهم له صلى الله عليه وآله وسلم، و يصفونهم بالمبالغين في احترام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولم يكتفوا بالإنكار و الاعتراض، إنما ذهبوا يركزون على الجانب الآخر في رسول الله صلى الله عليه و على آله وسلم - وهو البشرية - مهملين و متناسين الجانب الأهم في شخصيته صلى الله عليه وعلى آله وسلم و هو جانب النبوة و الرسالة،
أحق مانتحدث به في هذا اليوم يوم ميلاد الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام هو الحديث عن فضائله وشمائله لتكون معرفتها سبباً في حبنا له صلى الله عليه وسلم فقد وصفه أصحابه رضي الله عنهم بأنه من خالطه معرفة أحبه ، فالمعرفة به صلى الله عليه وسلم وبشمائله هي باب محبته عليه الصلاة والسلام