لا نبالغ في القول إذا قلنا أن الصورة فن كفن البلاغة والنحو والعروض وغيره وإن كان هذا الفن مزيجاً مما ذكر وغيره
وقد كان العرب قبل عصر التدوين وتقعيد العلوم وبحكم سليقتهم يحرصون على شحن الصورة بكل المؤثرات اللفظية والمعنوية لتخرج في أبهى صورها كما يحرص الفنان التشكيلي على إخراج صورته بأبهى حلة من خلال مؤثرات الألوان والخطوط وغيرها
إن مما لا شك فيه أن اللغة العربية قد عقدت زعامتها لقريش وخلعت عباءتها على أهل مكة فكانت لغة قريش هي أفصح لهجات العرب
ولا عجب أن تَهَّذَبَت اللغةُ وكَمُلَتْ في مكة إذ كانت مكة بمثابة المجمع اللغوي العربي الكبير . اليها تفيد قبائل العرب بلهجاتها المختلفة فكانت قريش بمثابة المنخل تأخذ من لغات العرب الجميل وتطرح الثقيل المستهجن
علمتني الحياة أنّ الأمة العربية هي حصن الإسلام المتين , فإذا عزّت هذه الأمة عزّ الإسلام وإذا ذلّت ضعف الإسلام وتراجعت هيبته , ومن أحبّ الإسلام أحبّ العرب , ولا يمكن لأيّ مسلمٍ أن يكره العرب وأن يريد بهم شراً , ولا يمكن لأيّ عربيٍ مسلم أن يكره أيّ مسلمٍ ولو كان بعيداً عنه
في أول آية قرآنية نزولاً . قال الله تعالى : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ *خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ *اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ *الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يعْلَمْ وفي ثاني سورة في المصحف قال سبحانه ممتناً بهذه النعمة : رَبَّنَا وَابْعَثْفِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْآيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الحكيم
من أوضح الأمور في عقول كل الناس أن فهم الكلام في أي لغة لا يكون إلا بمعرفة اللغة التي كتب بها ولا يمكن تفهمه بإتقان إلا بإتقانها من جميع وجوهها ، ولكل لغة مفرداتها وقواعد تركيبها وكيفية نظمها التي تدل على مقاصد المتكلمين بها
في موازنة أقرب إلى المغالطة وازن بعض الناس بين لغتنا العربية وبين الإنجليزية في تفصيلاً زمن الفعل أو زمن الجملة ، ونتيجة المغالطة غلط لا ريب فيه ولذا كانت ثمرة الموازنة أن الجملة الإنجليزية تفصيلات الزمن فيها أكثر ففيها الماضي البسيط وفيها الماضي المستمر وفيها الحاضر البسيط وفيها الحاضر المستمر وفيها المستقبل والمستقبل المستمر ، وهكذا إلى آخر السلسلة من هذه الصيغ في الأفعال الإنجليزية .
نزول كلام الله بلغة العرب ظاهرة تكريم من الله سبحانه للعرب ولغتهم،وبه ارتقت العربية على غيرها من لغات البشر وخصت من دونها جميعاً بأسباب الرفعة والقوة والخلود
قبل الدخول في هذا الحديث لا بد من التنبه إلى أنه ليس كل جديد أفضل من كل قديم، فالأمة الواحدة إذا انفرطت وتفرقت لم يكن ذلك الحال الجديد أفضل من القديم المتحد.
دراسة العربية كأي دراسة أخرى لا بد فيها من بذل الجهد ومن القراءة المتأنية، وليس هناك علم أي علم كان يبذل نفسه لمن يريد من دون بذل جهد، ومن دون صبر على تحصيله، من ودون أناة في تفهمه، ومن دون رغبة في تحرك القلب والذهن والخيال ونحوه.
سؤال غريب كان ينبغي ألا يطرح في أرض العرب وبين أمة العرب ولا بين أمة الإسلام. ولكن ظروفنا أصبحت تمليه علينا وتلزمنا بالجواب عنه. وينبغي كي يكون الجواب دقيقاً أن نطرحه جزءا جزءا لأنه يتضمن إشكالات متعددة.
قبل أن أجيب عن هذا السؤال أحب من القارئ ألا يعجل بالإنكار قبل أن يعرف ماذا أعني، وكان عليّ أن آتيه ابتداء بالجواب واضحاً غيرَ غامض، لكني آثرتُ هذا الجواب الغامض وتعقيبه بما يفسره لأبين كيف أن فهم الاصطلاحات بغير حقيقتها قد ساد، وأن سيادته هذه جنت على العلم.
التجديد في أي أمر ضرورة ملحة، فمن دونه تركد الحياة وتجف ثم تموت، وبالتجديد تتحرك الدماء وتنمو الخلايا وتتكاثر وتتوالد.وهو لا يكون تجديدا إلا إذا كان حقيقيا، ولا يكون حقيقيا حتى يبدأ من اللب ويشمل المظاهر، فإذا لم يكن في اللب كان مجرد خداعٍ للعيون، وإذا لم يشمل المظاهر ملته العيون وشغلت عنه بما يلفت أنظارها.
أول وسائل التدبر معرفة لغة القرآن الكريم اللغة العربية ، وقد بين لنا ذلك ربنا سبحانه وتعالى فقال : ( إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون) ، أي أنزلناه بلغتكم لكي تعلموا معانيه وتفهموا مافيه .
قلت في مقال نشرته سابقاً :إن لغتنا العربية مر عليها التجديد عدة مرات في تاريخها القديم والجديد, وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم إحدى هذه المرات- وهي قديمة جداً- حين قال صلى الله عليه وسلم: "أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل وهو ابن أربع عشرة سنة"رواه الشيرازي في الألقاب
في لقاء إعلامي مع أحد منتجي برامج الأطفال ومترجميها عن اللغات الأخرى سئل عن أحد برامجه، لماذا ترجمه إلى العربية الفصحى مع أن إقبال الأطفال يكون أكبر على البرامج التي تتكلم بلهجتهم المحلية والربح فيها أكبر؟
سأورد ما حكاه أئمة اللغة عن هاتين المادتين اللغويتين ، وسأتكلم ـ إن شاء الله ـ عمّا يدور في فلكهما مما يصادفنا في حياتنا اليومية ، وما يكون من حال بعض شبابنا من الابتهار والابتيار .
قبل أن نشرع في علم النحو ومبادئه وكتبه ومايتعلق به، يجدر بنا أن ننبه إلى اللغة العربية تتعدد علومها وتتنوع، ويحتاج إليها أهل الإسلام حاجة أكيدة، لعلاقة تلك العلوم بفهم كتاب الله
لكل لغة آدابها، ولكن العربية هي لغة الأدب، وفنون الأدب عند العرب عظيمة وعديدة، حتى إن الأدب والخلافة في كل عصر كانا قرينين، فما تظهر مملكة ولا يسطع نجم خليفة إلا ونجد إلى جواره الأدباء ملتفين ومجتمعين، يغذوهم بعطاياه ويقوونه بأقلامهم وألسنتهم.
هذا العلم قسم واسع من علوم اللسان العربي الذي هو لسان الإسلام وقلمه، وهو من العلوم المخترعة التي استفيدت من استقصاء العلماء وتتبعهم لأحوال اللسان العربي، وما يكون عند العرب وفي عرفهم فصيحاً بليغا،ً يوافق طباعهم السليمة، ويؤدي إلى أرق المعاني وأجمعها وأجملها.
فضل اللغة العربية على اللغات كفضل القمر ليلة البدر على الكواكب
إن الوعي العميق بأهمية هذا الموضوع هو الدافع لبيان فضل العرب، وكمال لغة لسانهم. والعنايةُ باللسان العربي هو سرّ بقائنا ورقينا، وسرّ انتشار الإسلام في ربوع المعمورة. واللغةُ العربية باعثةُ الحضارة العربية، وجامعةُ الشعوبِ الإسلامية وسرّ وجود المسلمين القرآنُ الكريم. وقد قال الله - عز وجل - فيه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر: 9).
شيوع الألفاظ والتراكيب الأعجمية وأثره في اللغة العربية
اللغة العربية واسعة، وألفاظها كثيرة، والإحاطة بها مقصد صعب، ومرام عسر. وإن مفرداتها كثرت وتنوعت وتطورت. بتأثير اللغات فيها ( واللغات التي أثرت في العربية في الزمان القديم: الفارسية والحبشية والآرامية.
كَثُرَ النزاعُ والقيلُ والقالُ – في هذه الأيام – في مشكلةِ اللغة العربية: النحوِ العربيِّ.
وشَغَلتِ المسؤولينَ، والجامعاتِ، والمعاهدَ، والمدارسَ، وأصْبَحَتْ تتردَّدُ على الأفواه العباراتُ التالية:
لا ريب أن هذه اللغة العربية المباركة فوق اللغات الأخريات، فهي التي حفظت علينا شخصيتنا عبر التاريخ، وربطت شعوب أمتنا برباطها الوثيق، وهي فوق ذلك كله لغة قرآننا العظيم ووعاء ديننا القويم ومستودع حضارتنا الزاهرة وخزانة تراثنا الروحي والعقلي.
الأخطار التي تهدد لغتنا العربية أنواع :أولها : الأخطار الداخلية ، والمقصود بها أننا نقصر في حق هذه اللغة فلا نبذل جهداً كافياً لتعليمها لأبنائنا ولانقدمها لهم بالصورة المحبوبة في أسلوب تعليمها حتى ترسّخ عندهم أنها لغة معقدة أو أنها على الأقل لغة صعبة