ربوعنا الأسيرة
بقلم الدكتور محمود أحمد الزين
مغانيَنا الحبيبة أي مــرأىً *عليك أراه يملؤني شجونا
أهذي أنت واعجبي وقهري *مراتــع للذئاب الناهشينا
ألم أعهدك فردوساً كــريماً *يضم بنيه بساماً حنـونا
جنىً دانٍ ومــاءٌ سلسبيلٌ *وأنسامٌ تفوح الياسمــينا
وشمسٌ تملأ الدنيـــا بهاءً *وظلٌ يبسط الأمن الأمينا
فقالت والأسى في القول بادٍ *مقالَ أسيرةٍ ذلـت سنينا
نعم قد كان ذلك حيـن كنتم *رجالاً همكم ألا أهونا
حماةً لاتنام لكم عيـــونٌ *إذا نامت عيون العالمينا
ولكن أسكـر الحراسَ منكم *نعيمي فانثنوا كالنائمينا
ولايبقى لأهليـــه نعيمٌ *إذا نامت سيوف الحارسينا
أفيقوا واملؤوا الدنيا اجتهاداً *وردوا كيد كل المعتدينا
وسيروا في العلا والعلم حتى *تعيدوا مجد علم الأولينا
إلى أن تصبحوا في العلم شمساً *تنير طريق كل الراغبينا
وجدّوا في بيان الحق حتى *يــراه الخلق وَضاءً مبينا
فتقبله العقول عن اقتناع *وترضاه القلوب رضا مكينا
ويغدو الناس إيماناً وحباً *بكل أخـــوة متعاونينا
وهذا لايكون بغير سيرٍ *على درب الهدى خلقاً ودينا
وعزمٍ يردع الأعداء طراً *فلا تلقون منهـم معتدينا
هنالك تبصرون بناء مجدي *على أبنائه حصناً حصينا
وأرجعوا أمكم بحنان صدري *وتلقوني كما قد تعهدونا