آخر المواضيع
اخترنا لكم




  الرئيسية    العالم الإسلامي   فلسطين المحتلة
أيها الإسرائيليون



مرات القراءة:3069    
أرسل إلى صديق
أبلغ عن مشكلة في هذه المادة

أيها الإسرائيليون

 

بقلم الدكتور محمد فاروق النبهان

 

أيها الإسرائيليون أنتم مخطئون في الطريق الذي اخترتموه ليهود العرب، واخترتم الطريق الصعب ودخلتم رهاناً خاسراً ، وثمن الخسارة غالٍ ومكلف ، أردتم تحقيق الحلم اليهودي، واعتمدتم الأساطير الإسرائيلية ، واستخدمتم الدين لادعاء حقٍ ليس لكم ، وتبرير عدوان على شعب كان يستقبلكم كحجاج وزائرين للمقدسات اليهودية ، ثم استخدمتم القوة لإقامة دولةٍ إسرائيليةٍ على أرضٍ فلسطينية يسكنها مسلمون ومسيحيون ويهود ، فلماذا تطردون هؤلاء السكان الأبرياء، هل دينكم يدعوكم لذلك؟ ما رأي حكمائكم وعقلائكم... هل يمكن للأساطير التاريخية أن تعطيكم شرعية الاغتصاب، أين حضارتكم التي تدّعون؟ وأين حقوق الشعوب ؟ وأين حكماؤكم وعلماؤكم وأصحاب العقل والرشد ؟ ..أليس بينكم من ينصحكم ويوقظكم ويقول لكم أوقفوا عدوانكم ..وأفيقوا من أكاذيب النصر الذي تمكنتم به من الاستيلاء على أراضي السكان الأصليين .. أنتم دولة صغيرة بحجمها وكبيرة بأوهامها وسطَ أربعين دولة معادية لكم وتضيق بوجودكم، وأنتم شعب صغير لا يزيد عدده عن عدد أفراد عشيرة من العشائر التي تسكن في هذه المنطقة منذ آلاف السنين ، وشعوب هذه المنطقة عريقة في أصولها وأصيلة في انتمائها ، تختلف في انتماءاها القومية وفي خصوصياتها الثقافية ، ويجمعها دين واحد وإن اختلفت المذاهب، وتاريخ مشترك وإن اختلفت المصالح، ويجمعهم إيمانٌ راسخٌ بأهمية الدفاع عن أرضهم وكيانهم وعقيدتهم وهويتهم ، وقد ربّاهم دينهم على قيمِ الجهاد والتضحية والمقاومة.. فماذا أنتم فاعلون في وسط هذه المنطقة المقفلة في وجه الغرباء الطامعين والغزاة المعتدين؟!.. ولم يتمكن أحد من الغزاة من الاستقرار ولو حقق في معاركه الانتصار ، فلا تركنوا إلى نصركم ولا تغترّوا به ، واقرؤوا تاريخ الغزاة الراحلين فقد كانوا أكثر ثقة منكم بأنفسكم وظنوا أنهم بجيوشهم سيحكمون، وما لبثوا أن اكتشفوا أن الشعوب تنهزم، أمام جيوش الغزاة , ولكن لا تستسلم، وتقاوم وتضحي ، وكل شهيد ينجب جيل من أولاد الشهداء، والمعركة الأخيرة حتمية وموعدها مع طلوع الفجر من اليوم الثاني الذى يغفو فيه شعبكم لحظة واحدة وذلك عند ما يبلغ اليأس مداه بشبابكم وعندئذٍ سوف يتفكك المجتمع من داخله ويضيق بحياة الخوف والليل وصرخات المظلومين ، وسوف تخرج نساؤكم من بيوتهم قبل معركة الفجر الأخيرة .. أيها الإسرائيليون لا تراهنوا على الزمن، فالزمن ليس في صالحكم ، ولا تعتمدوا على الأنظمة والحكومات التي توقّع معكم اتفاقيات السلام ، فالأنظمة زائلة والشعوب باقية ، لقد أردتم إذلال هذه الشعوب بعدوانكم وأنتم مكروهون ، والشعوب تأبى التطبيع معكم ، واتفاقيات السلام غير العادلة سوف تمزقها الأجيال المقبلة، ولا سلام في ظل الاحتلال ، وقد ورطتم اليهود العرب في مواقف حقد مع إخوانهم العرب ، وغدروا بالوطن الذي عاشوا فيه والأرض التي ولدوا عليها كما فعل أجدادهم من قبل ، وكانوا قبل إسرائيل مواطنين في فلسطين والدول العربية والإسلامية , وكانوا يملكون المال والنفوذ ولم يتعرض لهم أحد بسوء . واستدعيتم اليهود في العالم فجاؤوكم مهاجرين تلبية لنداء الصهيونية وحكماء إسرائيل، ولو أدرك هؤلاء مصير أحفادهم لما جاؤوا , ورفعتم شعار العنصرية والدولة اليهودية، في ظل مجتمعات دينية ، فكان التطرف الديني وكان الجهاد ، وكل من تحالف معكم من أبناء شعبنا فسوف يدفع ثمن تحالفه مع المعتدين ، والتطرف الديني الإسلامي حتمي ما دامت هناك دولة دينية معادية في المنطقة، والسلاح النووي حتمي بيد المسلمين مادامت إسرائيل تملكه ، أفيقوا وأقيموا دولة فلسطينية تتمثلون بها وتشاركون في حكمها كما تشارك فيها كل الأديان وأعيدوا الفلسطينيين اللاجئين إلى أرضهم والمهاجرين الإسرائيليين إلى دولهم