أيها الصائمون
بقلم الدكتور محمد فاروق النبهان
أيها الصائمون التمسوا الحكمة من الصيام , فليس الصيام مجرد إمساك عن الطعام والشراب والجماع ، وإنما الصيام هو الإمساك عن كل ما يتنافى مع الصيام من المفطرات والكلام الفاحش والعمل الفاسد ، ولا يثمر الصيام خيراً في القلب إلا بتأديته على الوجه الأكمل والإمساك عن كل المفطرات التي تفسد الصيام، مع نية العبادة والطاعة الله تعالى . , وتنمو لدى الإنسان قوة الإرادة في مواجهة الغرائز الشهوانية المرتبطة بالطعام والجنس، ويُلتمَس العذر للمريض والمسافر والمرأة في الإفطار عند الحاجة إليه , ولا عذر لقادر على الصيام إذا أفطر من غير نسيان , وعليه الكفارة الكبرى, ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها , وما وصل إلى الجوف يفطّر وما لم يصل إليه من طريق المخارق الطبيعية الثلاثة لا يفطر،ولا يفطر ما يحتاجه الصائم المريض من أدوية البخاخ والمص لحماية الصحة بشرط ألا تصل الجوف ، والجوف هو ما يستقبل الطعام والشراب ويرجع في هذا إلى الضوابط الشرعية التي أقرتها المجامع الفقهية ، وتحترم جهود هذه المجامع في دراسة القضايا الفقهية التي تتعلق بها مصالح الناس ويستأنس بالاجتهاد الفردي للتوصل إلى رأي جماعي علمي هو أقرب للصواب ويعدل عنه إلى ما هو أفضل منه, ويجوز العدول عن أيّ رأيٍ اجتهادي إلى غيره إذا رأت هيئة الاجتهاد الجماعي ذلك. وصلاة التراويح الجماعية في المساجد مظهر رمضاني عظيم الأثر ويجب أن تشجع وتحترم والموائد الرمضانية في المساجد والأحياء الفقيرة واجبٌ أخلاقي وظاهرة حية ومفيدة بغض النظر عن أصحابها ودوافعها فمن فعل خيراً فهو خير, وصلاة الفجر في المساجد في رمضان ظاهرة إسلامية عظيمة, , وتحترم العوائد الأصيلة في رمضان, لأنها تعمق الشعور بمحبة رمضان بين الأسر والأطفال , وتصفو النفوس من شر الصفات المذمومة في الطبائع والسلوك العام , والتكافل ضروري في رمضان وهو مظهر رحمة ومحبة ويدل على التسامح , والإكثار من الصدقة أمر محبب, ويدل على رحمة وتكافل, ورمضان هو شهر العبادة والأخوة والتسامح والرحمة , فأكرموا الفقراء ما قدرتم على ذلك وافعلوا الخير ما استطعتم.. .