آخر المواضيع
اخترنا لكم




  الرئيسية    العالم الإسلامي   فلسطين المحتلة
أضرحة الشهداء



مرات القراءة:2880    
أرسل إلى صديق
أبلغ عن مشكلة في هذه المادة

أضرحة الشهداء

 

بقلم الدكتور محمد فاروق النبهان

 

 علمتني الحياة أن أقف بإعجاب أمام أضرحة الشهداء الذين ضحوا بأغلى ما يملكون في سبيل وطنهم وأمتهم وكرامتهم ، ولا تضحية أثمن من تضحية الشهيد ، إنّه يفدي وطنه بحياته ، ويدفع ثمن الحرية ..

والشهيد هو الوحيد الذي يعطي كل شيء ولا يأخذ أيّ شيء ، إنه يعطي كلّ شيء في سبيل الحرية التي سيحصل عليها شعبه ، وأمة يتنافس أبناؤها على الشهادة لا يمكن أن تفنى أبداً ، ولا بدّ إلا أن تحقق النصر ، فلا سلاح أقوى من الشهادة ، وكل الجيوش تنهزم خوفاً من الموت ما عدا جيش التضحية والشهادة ، إنّه الجيش الذي لا يتراجع ولا ينهزم ولا يخاف ، وما ارتفعت راية الشهادة في مجتمع إلا وقد ارتفعت فيه راية النصر ، وأمة الشهادة هي أمّة النهوض ..

ولا يمكن تصور الشهادة ألا في جيوش الإيمان والعقيدة ، وهذه الجيوش هي أقوى الجيوش وأكثرها صموداً ، والغرب الصليبي يخشى جيوش العقيدة الإيمان ، ويخاف من كلمة الشهادة ، لأنها تذكرهم بتاريخ الإسلام وانتصارات المسلمين ، وهم اليوم يحاربون هذا الإسلام المقاوم والرافض للاستسلام ، وهذا هو الإسلام الحقيقي ، فلا إسلام بغير مفاهيمه الأصيلة ، الجهاد والتضحية والشهادة ..

ومقاومة العدو المحتل ليست إرهاباً وليست عدواناً ، والإسلام يحرم العدوان ويحترم الحياة الإنسانية لكلّ بشر ، وفي الوقت ذاته يُدين احتلال أي شبر من الأراضي الإسلامية ويفرض على كل مسلم أن يقاوم الاحتلال بكل ما يملك ، وبكل الطرق الممكنة ، ولا حرمة لمحتل ، ولا حصانة له ، ولا سلام معه ، ولا مفاوضات في ظلّ الاحتلال ، وكل من يقف مع الاحتلال أو يؤيده أو يدعو للتعايش معه فهو خائن لدينه ولشعبه ولوطنه ، ويجب أن يحاسب على خيانته ..