منظومة شعرية في فضائل الصحابة الكرام وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم
لـ : محمد سامي محمد علي الذي تخرج في المدرسة الكلتاوية
لعام (( 1981 - 1982 )) .
الفصل الأول :فضائل الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين
أولاً : المقدمة
( 1 ) الحمد لله على نواله...وأشكر المولى على أفضاله
( 2 ) ففضله وجوده عظيم...فهو الإله المنعم الكريم
( 3 ) من العطايا نعمة الإيجاد...كذاك أيضاً نعمة الإمداد
( 4 ) مصلياً على رسول الله...الخاشع المستغفر الأواهِ
( 5 ) فهو الذي قد جاءنا بشيرا...ومنذراً وكوكباً منيرا
( 6 ) صلى عليه الله كل حين...غيثاً دواماً حتى يوم الدين
( 7 ) ثم الرضا على جميع الصحب...وتابعيهم من مشوا في الدرب
( 8 ) كذا الرضا والخير ما أعمّه...للطاهرات أمهات الأمة
( 9 ) فحبهم على الورى مؤكد...وفضلهم وجودهم لا يُجحد
( 10 ) وها أنا أشرع في المقصود...لنظم شعرٍ زاهرٍ منضودِ
( 11 )لشرح غيضٍ من فيوضٍ جمة...حاويةً أفضال خير الأمة
( 12 ) فأمهات المؤمنين الفضلا...من شأنهن بين الأنام كملا
( 13 )كذا صحابة النبي الطاهر... من سابقوا الورى إلى المفاخر
( 14 )وأستعين الله في البداية...أسأله التسديد والهداية
( 15 ) صلى إلهي كل حين سرمدا...على النبي الهاشمي أبداً
ثانياً : تعريف الصحابي ومكانته
( 16 )تعريف أهل العلم للصحابة...من لقي النبيْ على الإجابة
( 17 )ومات موقناً على الإيمان...وكل خير في رضا الرحمن
( 18 ) وعندنا صحب النبي عدول...حديثهم ونقلهم مقبول
( 19 )نحبهم نجلهم دواما... ونسأل الله لهم إكراما
( 20 ) كل من الصحب له مزية...لكنها لا تعني الافضلية
( 21 ) وكان من هدي الرسول الأكرم...تلقيب كلٍّ بثناء يعلم
( 22 ) فلُقّب الصَّدِيقُ بالصدِّيق...وعمر الفاروق بالتحقيق
( 23 ) عثمان فيهم صاحب الحياء...عليّ صهرٌ بارع القضاء
( 24 ) وأعلم الأمة بالحلال...معاذ ذو الفضل وذو الخصال
( 25 ) أمين هذي الأمة الجراح...أفرضهم زيدٌ كرامأ راحوا
( 26 )وخالدٌ سيف الإله صارما...في الحرب حاز النصر والمكارما
( 27 ) كل امرئٍ قد حاز فيهم شرفا...والفضل والخير كذا والمعرفة
ثالثاً : ثناء القرآن والسنة على الصحابة
( 28 )قد أفلح الأصحاب إذ كانوا معه...وكلهم خالقهم قد رفعه
( 29 )في مدحهم قد جاءنا القرآن...ذو شدةٍ بالكافرين كانوا
( 30 ) ورحما كانوا بلطف بينهم...وقوة كانت على عدوهم
( 31 )دوماً تراهم ركعاً وسجداً...وقد رضي الإله عنهم أبدا
( 32 ) لو أنفق الأصحاب قدر المُدّ... وأنفق الغير نظير أُحْد
( 33 ) ما بلغ المنفق نصف المد...وما استطاع أن يفي بالعد
( 34 ) واختارهم خالقهم للصحبة...نالوا بذا من شرفٍ ورتبة
( 35 ) تبؤوا للدار والإيمان...في قلبهم لا شيء من شنآن
( 36 ) وتُنصر الجيوش بالأصحاب...فانظر ثناء الله في الكتاب
( 37 ) قد جُعلوا أمنةً للأمة...في حبهم تزال كل الغمة
( 38 ) تآلفوا فأُيدوا ونُصروا...عدوهم على يديهم قَهروا
(39)قد صدقوا ما عاهدوا فكانوا...خير القرون، وجوههم قد صانوا
رابعاً : حكم سبّ الصحابة والسيدة عائشة
( 40 )ويحرم السباب للأصحاب...وذا بلا خلف ولا ارتياب
( 41 )من سبَّ أصحاب النبيِّ يفسق...وقيل في السجن عليه يغلق
( 42 ) ونقلوا قول الإمام مالكا...من سبَّ أصحاب النبيْ فذلكا
( 42 )في كفره قد ألمح الكتاب...وكل خير في هدى من تابوا
( 43 ) يغتاظ منهم كل شخص كافر...وغادرٍ وماجنٍ وفاجر
( 44 ) ومن رمى زوج النبيْ بفاحشة...بالكفر يُدعى لاتهام عائشة
( 45 ) في سورة النور لقد تقررا...براءةٌ لأمنا المطهرة
( 46 ) في عشر آياتٍ من التنزيل.. . ليعلم الكل مدى التفضيل
( 47 ) فاعرف مقام السابقين الفضلا...واحفظ مقاماً لهُمُ قد كَمُلا
( 48 ) فكل خيرٍ في مقام الأدب...من حازه قد نال كل الأرب
خامساً: مناقب الصدّيق رضي الله عنه
( 49 )قد وصف الصديق في القرآن...بصاحبٍ للمصطفى العدنان
( 50 )ومالَه أنفق في خدمته...( لسوف يرضى ) قد أتى في مدحته
( 51 ) أول من أسلمْ من الرجال...تابَعَه جمعٌ من الأبطال
( 52 )ومؤنسٌ للمصطفى في الغار...ورافق الرسول في الأسفار
( 53 ) مروا أبا بكرٍ إمام القوم...في مرض النبيّ ذات يوم
باب أبي بكر فلا يسد...وكل باب ما سواه ردوا
أمن شخص في الورى علي...في ماله وبذله إلي
( 54 )متقدم بشهادة الأصحاب...وذا بلا شكّ ولا ارتياب
( 55 )وحالب الشياه لليتامى... بل خادم المحتاج والأيامى
( 56 )وموقف الصديق يوم الرده.. أمضي لوحدي قد أعدَّ العدَّه
( 57 )فثبت اللهُ به الإسلاما...وقد أذل الشرك والطغاما
سادساً: مناقب الفاروق رضي الله عنه
( 58 )وعمرٌ عزَّ به الإسلامُ...في حكمه قد عدل الإمامُ
( 59 )ما سلك الفاروق فجاً ذاهبا...إلا وقد فرَّ اللعين هاربا
( 60 ) وافقت ربي في ثلاث عُلمت...وذا بإلهام له قد حصلت
( 61 )أكرمه الإله بالشهادة...وهو يصلي الفجر بالصحابة
( 62 ) وقد ثوى في قبره مقيما...إلى جوار المصطفى تكريما
سابعاً: مناقب الشهيد عثمان رضي الله عنه
( 63 )أكرم بعثمانَ الحييِّ الطاهر...زوجٍ لنورين وذي المفاخر
( 64 )من ماله قد أنفق الجزيلا...أرضى بذاك اللهَ والرسولا
( 65 ) من يشتري ( رومه ) جزاه الجنة...أوقفها خيراً لكل الأمة
( 66 )قد بذل الكثير يوم العسرة...لا يبتغي من ذاك أيَّ شهرةِ
( 67 ) ما ضرَّ عثمانَ الكريم ما فعل...لجودِه وفضله الذي حصل
( 68 )بشَّره الرسولُ بالشهادةْ...نال بذاك الخير والسعادةْ
( 69 )وشأنه في بيعة الرضوانِ...هذي يدي في الخير عن عثمان
ثامناً: مناقب أبي الحسنين علي كرَّم الله وجهه
( 70 )فضل الإمام ذائعٌ بشهرةِ...وقد فدى الحبيبَ يوم الهجرة
( 71 )زوَّجه النبيُّ من كريمته...فاطمةٍ فسعدت بعِشرته
( 73 ) أبو ترابٍ هكذا قد لُقِّبا.. .وكان ذا النعتُ له محبَّبا
( 74 )من كنت مولاه فمولاه عليْ...شبيهَ هارون بموسى ذا الرضيْ
( 75 ) كرمه الإله بالشهادة...حاز بذاك الفضل والسعادة
تاسعاً: المبشرون بالجنة من الصحابة الكرام
( 76 )من الصحاب الفضلاء العشرة....أسماؤهم معروفةٌ مشتهرة
( 77 )ثمة قوم بُشِّروا بالجنةْ.....قد ذُكروا في كُتْب أهل السنَّة
( 78 ) عكاشةٌ منهم، وسعدٌ، ثابتُ...وأم رومان بفضل قد أتُوا
( 79 )حذيفةٌ، وابن رواحهْ، جعفرُ...بلالُ، عمروٌ، وكذا قد بُشروا
( 80 ) وامرأةٌ مريضة بالصَّرع....زيدُ بن حارثهْ كذاك فاسمع
( 81 )وأهلُ بدرٍ ، بيعةُ الرضوانِ....عائشةٌ، خديجةٌ شمسان
( 82 )كذا عميرٌ، حارثهْ، حَسنان....ربيعةٌ ، ورقةٌ بدران
( 83 )وابنُ سلامٍ، وأبو الدحداحِ...فاحفظ مقاماً لهُمُ يا صاحِ
عاشراً: فضائل أهل بدرٍ رضي الله عنهم
( 84 )وأهلُ بدرٍ ذنبهم مغفورُ....مُحبُّهم مُنَوَّرٌ مسرورُ
( 85 )وحاطبٌ قد أرسل الرسالة....وحين أبدى العذر قد أقاله
( 86 )أما ترى شهودَه لبدرِ.... شفاعةً لذنبه والوِزرِ
( 87 )فقد رضيْ الإله عنهم جمعا...وحرَّم الإيذا إليهم شرعاً
( 88 )فنسأل المولى دواماً حبَّهم...وسُوَّدت وجوهُ مَنْ قد سبَّهمأحد
أحد عشر: فضل الأنصار رضي الله عنهم
( 89 )قد وُصفوا بأنهم أنصارُ...دعاةُ صدقٍ سادةٌ أبرارُ
( 90 )قد مُدحوا لحبِّهم من هاجَرَا...واحدهم في فاقة قد آثرا
( 91 )وحبُّ الاْنصارِ من الإيمانِ...وبغضهم من عمل الشيطان
( 92 )قد رجعوا بعد حُنَينٍ سُعِدوا...بما دعا وخصَّهم محمَّدُ
( 93 )أوصى بهم في مرض الوفاة...للدين قد كانوا من الحُماةِ
( 94 )فارضَ إلهي دائماً عليهِمُ....أزكى التحايا والسلامِ إليهمُ
( 95 )ما لاح برقٌ أو شدا الهزارُ...وما بليلٍ قد دعا الأبرارُ
ثاني عشر: فضل أهل بيعة الرضوان
( 96 )قد بايع الأصحابُ تحت الشجرةْ...في بيعة الرضوان كانوا بررةْ
( 97 )ورضي الرحمن عنهم أجمعُ....وذا الثنا لأنهم قد بايعوا
( 98 )فأُنزلت عليهمُ السكينةْ...بالفتح قد بشَّرهم غنيمةْ
الفصل الثاني :
فضائل أمهات المؤمنين رضي الله عنهنَّ أجمعين
مقدمة في مكانة أمهات المؤمنين في الإسلام
( 99 )فضل نساء المصطفى شهير...يعرفه الكبير والصغير
( 100 )قد وصفوا بكامل الطهارة...وهن أهل البيت بالجدارة
( 101 ) ونعتهنْ بأمهات المؤمنين...من أحسنت تؤتى لأجر مرتين
( 102 )وهن أيضاً قدوة للأمة...في حبهم تكشف كل الغمة
( 103 ) من بعد موت المصطفى لا تنكح...أزواجه والنص في ذا واضح
أولاً : فضائل أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
( 104 ) أول زوجات النبيْ الرسولِ...خديجةٌ مِنْ طيّب الأصول
( 105 ) مَنْ نَعْتُها في قومها بالطاهرة...وذكرها رند وريح عاطرة
( 106 ) تزوجت قبل النبيِّ اثنين...تأيَّمت كريمةُ البُردين
( 107 ) من التميميْ أنجبت ابنين...هنداً، وهالةً، بغير مَيْن
( 108 ) وأنجبت هنداً من العتيقِ...وذاك ثابتٌ لدى التحقيق
( 109 )دعت محمداً لكي يسافرا...للشام في تجارةٍ مع ميسرة
( 110 )حطَّا ببصرى نائِلَيْ إكرامِ...مدينةٍ جنوبِ أرضِ الشامِ
( 111 )وقد رأى في السفر العجائبا...غمامةً تظلل النجائبا
( 112 )فحيثُ ساروا مِشيةً تَتبَعْهُمُ...وفي الوقوف ظهرت فوقهمُ
( 113 ) ثم لقيْ في دربه نسطورا...وكان راهباً فجا مسرورا
( 114 )لمَّا رأى الأشجار قد تمايلت...لتستر الركبان لمَّا جلست
( 115 )قد سألَ الأمينَ عن أخباره...وحالِه في ليله ونهاره
( 116 )فعلم الراهب أنه النبيْ...ووصفُه موثَّقٌ في الكتب
( 117 )واستمعت خديجةٌ لميسرا...مسرورةً بغبطةٍ لما جرى
( 118 )وأيقنت بأنه الرسولُ...وكلُّ غمٍّ عندها يزول
( 119 )هذا الذي تحققت فراستي...في أنّه مُخَلّصٌ للأمةِ
( 120 )من كلِّ شركٍ وضلالٍ وردى...يُنقذها حالاً إلى درب الهدى
( 121 )وأرسلت تخطبه لنفسها...نفيسةً كانت أمينَ سرِّها
( 122 )قد سار في وفدٍ مع الأعمامِ...يخطِبها من عمها الهمام
( 123 )ومهرها اِثني عَشرْ أُوقِيَّهْ...أو عددا من نوقهم مرضيَّة
( 124 )تزوجت في سنِّ أربعينا ....وكان يُدعى بينهم أمينا
( 125 )وأنجبت منه بناتٍ أربعا...رقيةٌ، وزينبٌ فاستمعا
( 126 ) وأمُ كلثومٍ، كذا البتولُ...في حبهم يستمطر القبولُ
( 127 )من الذكور أنجبت بدرين...فقاسمٌ وعبد الله اثنين
( 128 )عند نزول الوحي في حراءَ...قد صدَّقتْ خديجةُ الأنباءَ
( 129 )أبشر أيا رسول هذي الأمهْ...بهديكم تُزالُ كُلُّ غُمَّهْ
( 130 )واللهِ لا يخزيك ربي أبدا...فأنت من يرشد قوماً للهدى
( 131 )أنت الذي وصَّلت للأرحامِ...وتحمل الكَلَّ على الدوامِ
( 132 )وتكسب المعدوم تقري الضيفا...فلن ترى ضيماً فأبْعِد خوفا
( 133 ) قصَّ الأمينُ ما جرى لورقةْ...قد كان ذا علمٍ فحالاً صدَّقهْ
( 134 )أبشر هو الوحي أتى لموسى...من السما وحياً كما لعيسى
( 135 )رأى الرسولُ الحبرَ في المنامِ...في جنَّةٍ يمشي مع الكرامِ
( 136 )وعند إعلان الرسولِ الدِّينا...كذَّبه من عُدِم اليقينا
( 137 )وحُوصر النبيُّ والأصحابُ...في الشعب حتى ورقاً أصابوا
( 138 )ثلاثَ أعوامٍ شدادٍ حُبسوا....ومرض الكثير منهم ونُسوا
( 139 )وكان فيهم أمنا المطهرةْ...خديجةٌ زكيةٌ معطرةْ
( 140 )ومرضت بعد الخروج مدَّةْ...أصابها من الحصار شِدَّةْ
( 141 )وانتقلت إلى الرفيق الأعلى...كريمةً أهلاً بها وسهلا
( 142 )وعندما جاء لها الحِمامُ...من ربها قد جاءها السَّلامُ
( 143 )ها قد أتى من ربنا بشارةْ....فأبشري بأن تؤمِّي دارهْ
( 144 )قصرٌ عظيمٌ قد أُعِدَّ من قصبْ...لا تعبٌ تَرَينَهُ ولا نصبْ
( 145 )فقريْ عيناً هذه المكانةْ...فلتهنئي وبعدها رضوانهْ
( 146 )ودفنت في جنة الحجون...نوماً كريماً هانئ العيون
( 147 )ومرَّ عامٌ كان يُدعى الحُزنا...فأمطري أيا سماءُ المُزنا
( 148 )في فضلها قد وردت آثارُ....كثيرةٌ ثابتةٌ، أخبارُ
( 149 )عائشةٌ تقول يوماً عنها...قد أبدل الإله خيراً منها
( 150 )أجابها خير الأنامِ يمدحُ...مبيناً لفضلها ويشرح
( 151 )قد آمنت بِيْ حينَ كُفْرِ الناسِ...وصدَّقت بالدين في إخلاصِ
( 152 )وَاسَتْ بمالٍ ، ورُزقتُ الولدا...منها ولم أرزقْهُ منْكُنْ أبدا
( 153 )وقد مضت خديجةٌ لربها...وقد رزقت من إلهي حبها
( 154 )وخيمةً أقامها لبرِّها...في يوم فتحٍ في جوارِ قبرها
( 155 )لمَّا رأى قلادةً قد أرسلت...من زينبٍ عينُ النبيِّ هملت
( 156 )خير نساء الأمة المرحومة...آثارها وفضلها معلومةْ
( 157 )فارضَ عليها خالقي معيني...صلاةَ برٍّ حتى يومِ الدّين
( 158 ) واجعل إلهي حبها في قلبي ...نوراً يضيء مشعلاً في دربي
ثانياً : فضائل أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها
( 159 )وسودةٌ كريمةٌ تزوجت...نبينا من بعد أن تأيمت
( 160 )فأدخلت على النبيْ الحبورا...وملأت في بيته السرورا
( 161 )ووهبت ليلتها لأختها...عائشةٍ فانظر إلى أخلاقها
( 162 )وانتقلت إلى جوار ربها...في عهد فاروقٍ بقيعٌ ضمّها
ثالثاً : فضائل أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكرٍ رضي الله عنها
( 163 )عائشةٌ خيرُ نساء المصطفى...نقيةٌ طاهرةٌ ذات وفا
( 164 )تزوجت من النبيِّ البدرِ...في سن تسعٍ يا له من فخر
( 165 )وليس فرق العمر بالمستغرب...فقد بنى بِهالةٍ جَدُّ النَّبيْ
( 166 )وعمرٌ بأم كلثومٍ بنى...قد حاز في الخيرات من كل المُنى
( 167 )قد عرضت حفصة للصديق...وذاك معروفٌ لدى التحقيق
( 168 )في نومه وقد رأى صورتها.. ..بحريرة قد جاء جبريل بها
( 169 )وشاهدت والدها يهاجر...مرافقاً للمصطفى يسافر
( 170 )قد كُنِّيت بأم عبد الله...لِإبنِ أختٍ طيبٍ أواهِ
( 171 )وفضلُها على نساء الكل....فضل الثريد على جميع الأكل
( 172 )كذا حديثُ أم زرعٍ يشهدُ...ما كان من حُبٍّ لها يُرَدَّدُ
( 173 )فأنت عندي في المقام: الأفضل...كالعروة الوثقى، كذا قد نقلوا
( 174 )وشأنها في يوم عيدٍ تنظر...لأهل حبْشٍ والنبيُّ يستر
( 175 )في سورة التحريم قد أشارا...بشأنها مع حفصةٍ إصرارا
( 176 )أحبُّ خلق الله للرسولِ....كريمةٌ من طَيّب الأصولِ
( 177 ) في قصة الإفك من القرآن...عشرٌ من الآيات والبرهان
( 178 ) براءةٌ لأمنا المطهرةْ...لزوجةٍ فاضلةٍ موقرة
( 179 ) وليس هذا الأمرُ شراً لكمُ...بل إنه واللهِ خيرٌ لكُمُ
( 180 ) طيبةٌ لطيّبٍ مكرَّمِ....نبيِّ صدقٍ سيد معظمِ
( 181 ) في علمها قد شهد الصحابة....والتابعون وأولوا النجابةْ
( 182 ) لقد روت كنزاً من النقول....كثيرة من زوجها الرسول
( 183 ) كانت وفاة المصطفى في حجرها...قرير عينٍ ذا دليلُ فضلها
( 184 ) واختلف الأقوام أيَّاً أفضل...خديجةٌ ، أم عائشة ؟ قد نقلوا
( 185 ) قولان عند العلما مشهورةْ...كلٌّ لديه حجة مسطورةْ
( 186 ) وابنُ كثيرٍ قد رأى التوقفا...مدوِّناً ذلك حتى يُعرفا
رابعاً : فضائل أم المؤمنين حفصة بنت عمرٍ رضي الله عنها
( 187 )وحفصةٌ بنتُ الإمامِ عمرِ...تأيمت من زوجها في صغرِ
( 188 )وقد رأى الفاروق يوماً يعرض...على أبي بكرٍ فهل سيرفض ؟
( 189 )ويسكت الصدّيق لا يجيب...لمقصدٍ أخبره الحبيب
( 190 )وقد أتى عثمانَ أيضاً يخبرُ...بما نوى لِحفصةٍ ويذكر
( 191 )ثم أتى من بعد ذاك للنبيْ...لحاله يشرح ويشتكي
( 192 )فطلب النبيُّ أن يخطبها...من عمرٍ أراد أن يكرمها
( 193 )وشأنها مع أمنا الصديقة...في آي ذكرٍ فاقرأنْ تحقيقه
( 193 )وأوقع النبيْ عليها طلقةْ...فجاء جبريلٌ يجوب الأُفْقا
( 194 )راجع لحفصهْ إنها صوامة...تقيةٌ نقيةٌ قوَّامةْ
( 195 )وأودع الصديق يوماً عندها...لمصحفٍ وذا دليل فضلها
خامساً : فضائل أم المؤمنين زينب بنت خزيمة ( أم المساكين ) رضي الله عنها
( 196 )وزينبٌ بنت خزيمةْ الطاهرةْ...سيرتها زاكيةٌ وعاطرة
( 197 )قد لُقبت بين النساء أنها...أمُ المساكينِ وذا فضلٌ لها
( 198 )مع النبيّ مدَّةً قد عاشت...شهرين أو ثلاثَ ثم ماتت
سادساً : فضائل أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها
( 199 )أكرمْ بهندٍ زوجةٍ وفيةْ...والدها ابنُ أبي أميَّة
( 200 )ذاتُ وقارٍ ورزان العقلِ...أخبارها تنبيك عن ذي الفضلِ
( 201 )قد خُطبت بعد وفاة زوجها...فاعتذرت بأدبٍ لأنها
( 202 )كثيرةُ الأولاد ذاتُ الغيرةْ...مسنَّةٌ تخاف أمرَ الضرَّةْ
( 203 )أخبرها النبيُّ أنه رضيْ...بهذه الأشياء إنه الوفي
( 204 )وخيرها على الصحاب الفضلا...يوم الحديبيهْ كما قد نقلا
سابعاً : فضائل أم المؤمنين زينب بنت جحشٍ رضي الله عنها
( 205 )وبنت عمة الرسول زينب...حديثها معطر مطيّب
( 206 )من زيدٍ بنِ حارثةْ تزوجت...لفترةٍ ، من بعدها قد طلقت
( 207 )تزوج النبيُّ بعد مدَّةْ...من زينبٍ بعد انقضاء العدَّة
( 208 )وأبطل الإسلام ما كان جرى...من التبني شائعاً بين القرى
( 209 )تميزت زينب عن ضرَّاتها...أنَّ الذي زوجها إلهها
( 210 )أولُ أزواجِ النبيْ لحوقا...به ، وقد كان بهنْ شفوقا
( 211 )أطولهن من يدٍ في الصدقة...كريمةٌ سخيَّةٌ ومشفقة
ثامناً : فضائل أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها
( 212 )ومن نساء المصطفى جُوَيْرِيةْ...قد وقعت في الأسر، وهي العالية
( 213 )شريفةٌ في قومها المصطلقِ...والدها زعيمُ قومٍ يرتقي
( 214 )أعتقها نبينا ، تزوجت...منه فصارت أمنا ، قد رُفِعت
( 215 )فقال أصحابُ النبيِّ كلُّهمْ....أصهارُ خير الخلق لا نأسرهم
( 216 )فأُعتقوا جميعُهم إكراما...فدخل القومُ بذا الإسلاما
( 217 )وبرَّةٌ كان اسمها من قبلُ...فغُيِّر الاسم ، وهذا فضلُ
تاسعاً : فضائل أم المؤمنين ريحانة بنت شمعون رضي الله عنها
( 218 )ريحانةٌ سبيٌ من النضيرِ...قد حظيت بكرمٍ وفيرِ
( 219 )قد خيرت فأسلمت ، وأُعتقت...ثم بخير الخلق قد تزوجت
( 220 )وحظيت منه بكل الحب...من كل خيرٍ وصفاء قربِ
( 221 )وكلُّ ما تسأله يعطيها...من خيرِه ، وبرِّهُ يكفيها
( 222 )وانتقلت بعد رجوع المصطفى...من حجه نائلةً كلَّ الوفا
عاشراً : فضائل أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها
( 223 )ورملةٌ بنت أبي سفيانِ...شريفةٌ طاهرةُ الأردانِ
( 224 )قد هاجرت مع زوجها فكفرا...هناك في الغربة ثم غبرا
( 225 )فأرسل النبيُّ كي يخطِبها...من النجاشيْ ، وبذا يجبرها
( 226 )أصدقها النجاشيْ ذاك المهرا...وذاك حباً بالنبي وبرَّا
( 227 )حين درى والدها بالأمر...داخله كل الرضا للفخر
حادي عشر : فضائل أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها
( 228 )صفيةٌ بنتُ حييْ كريمةْ...عاقلةٌ فاضلةٌ حليمةْ
( 229 )قد سبيت في غزوة النضيرِ...نالت بهذا السبيِ كلَّ الخير
( 230 )وقد رأت في الحلم يوماً قمرا...قد استقرَّ حجرها ووقرا
( 231 )فكان هذا البدرُ سيِّدَ البشرْ....أنعمْ بذاك البدر بل ذاك القمر
ثاني عشر : فضائل أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها
( 232 )ميمونةٌ بنتُ الهُمامِ الحارثِ...أكرم به من ماجدٍ وفارسِ
( 233 )في عمرة القضاء قد بنى بها...بِسَرَفٍ، أكرمْ بها وفضلها
( 234 )آخرُ زوجات النبيْ دخولا...نالت بذاك الشرفَ المأمولا
( 235 )وانتقلت لله مثواها سرف...ما أعظم الفضل وما أزكى الشرف
ثالث عشر : فضائل أم المؤمنين مارية القبطية رضي الله عنها
( 236 )ماريةٌ قبطيةٌ مِصريَّةْ...أرسلها مقوقِسٌ هديَّةْ
( 237 )من نسلها قد جاء إبراهيمُ...مات صغيراً والبُكا عميمُ
( 238 )أسكنها في بادئٍ بالعاليةْ...وارتحلت إلى المدينةْ راضيةْ
( 239 )أوصى الرسول صحبه بمصرا...لأنَّ فيهم نسباً وصهرا
رابع عشر : الحكمة من تعدد زوجاته صلى الله عليه وسلم
( 240 )قد عدَّد الرسولُ للزوجاتِ...لحِكَمٍ ساميةِ الغاياتِ
( 241 )نشرُ العلومِ بين أصناف النسا...وذا مهمٌ في الصباح والمسا
( 242 )تعميقُ وصلٍ بالرجال الأُوَلِ...كذاك في الأقوام والقبائلِ
( 243 )لنقضٍ تقليدٍ قديمٍ جاهلِ...حالاتِ بؤسٍ وكذا الترمُّلِ
( 244 )ما زاد فوق أربعٍ قد خُصَّا...نبيُنا فاعرف لذاكَ النصَّا
خاتمة :
( 245 )وهذه أرجوزةٌ رتبتها...ببضاعتيْ المزجاة قد هذبتها
( 246 )أرجو إلهي كرماً قبولها...وفي الثواب راجياً حصولها
( 247 )ونسأل الله دوام الحبِّ...لصُحبةٍ كانوا هُداة الدرب
( 248 )فارضَ إلهي عنهُمُ دواما...وارفع لهم يا ربنا مقاما
( 249 )والحمدُ لله العظيمِ الشانِ...ربِّ البرايا منزلِ القرآن
( 250 )ثم الصلاة من إلهي أبدا...على النبيِّ الهاشميِّ سرمدا