آخر المواضيع
اخترنا لكم




  الرئيسية    الشمائل والأخلاق   من أهم خصاله
خدمته رضي الله عنه للخلق



مرات القراءة:2117    
أرسل إلى صديق
أبلغ عن مشكلة في هذه المادة

  

* خدمته رضي الله عنه للخلق: عدوّي وجب علي أن أخدمه، هذا من سنّتي، ((الخلق عيال الله، أقربهم إلى الله أنفعهم لعياله))([1]) العارف بالله موجات الابتلاء عليه كموجات البحر، ﴿لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ﴾ [الأحزاب:8] ديننا دين إنسانية، وليس لحية وعمامة فقط، أنت جئت لتدل الوجود على الله بأخلاق الإسلام، بأخلاق سيّدنا محمّدr، بالخدمة، لكن أنت لا تزال حباب دنيا، وتغضب لنفسك، ولا تحاسب نفسك، ولا تزال بالثرثرة الفارغة والغيبة والنميمة، الذي يحمل كمالات الإسلام له علامة: خادم، ((سيد القوم خادمهم))([2]) يسأل ويتحرى ويعطي، وحتى لعدوكم هذا هو المسلم الصادق، وقلبه معلق بالله، وحتى في الخدمة الباطنية الأدب والأخلاق والحياء والمعاني... معه نزاهة مثلا خمسة في المائة، أو أكثر، هذه نسبة، هذا جيد، عليه أن يستمر في السير، كلما تطهر أكثر يصير عنده نسبه أكثر، إيمانه صار بالله يشهد ألاّ مقدِّر ولا مدبِّر ولا محرِّك ولا مسكِّن، يشهد شهودا، وقد يكون شهوده ضعيفا، ساعة دون ساعة، ساعة صفاء  يصير عنده كاملا، وساعات أخرى يصير إيمانه مهلهلا، وفي بعض ساعات متوسطا، وحسب طهارة النفس من عدمها، والطهارة قد تكون أصلية أو عرضية، وأقوى شيء في الوجود الذي يقعد مع أهل الله مطمئنا، منهم يطلع نور أهل الله لابسه لبسا، به يدرك ويخرج من لسانه كلام وقضايا ومسائل من أهل الله، ودليل ذلك عندما يبتعد عنهم ما يبقى معه شيء، تروح منه، بل يضيع بتاتا، كلما قرب أكثر (ليس جسما) قربا روحانياً، وهو صدق الطلب، الإنسان لــمّـا يصدق يستمر يصدق حتى يقعد مع الصادقين ولا يفارقهم حتى يكتب عند الله من الصادقين الصدِّيقين، الصدق يجرّه إلى الخير، والخير يجرّه إلى الجنة، نعم إذا كان اعتقاده سليما، ولــمّـا يجلس بالمجلس ما يرى إلا المرجع، اللهم صحيح، هذا له علامات، العاقل لا يتكلم لكن حاله صدق، إذا ما تكلم لسانه لكنه موجود مع أهل الله، ويعبئ من النور وحتى يظهر على الفاسق ويخاف منه من النور الإلهي، الرسولصلى الله عليه وسلم دائما بالشهود مع الحضرة الإلهية، ((نصرت بالرعب من مسيرة شهر كامل)) ([3]) كان من رآه على بعد فقد هابه، هيبة من الذات الإلهية ظاهرة فيه، لأنه دائما بالشهود وبالأدب مع الشهود، من يجلس مع أهل الله بالآداب، يتذوق منهم، تبين عنده شيء من الصدق والنزاهة، يتغذى وينمو حتى يفهم العلوم كلها، ولو ما درس العلم، ويفهم أكثر من الذي درس العلم، سيّدنا الصديق كانت مدته قليلة، سنتين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن أي علم عنده،  أي علم  موجود عند سيّدنا الصديق، ويفهمه ويميزه من أوله إلى آخره، ذاته ما بقي  عنده حجاب، المجالسة مع أهل الله تفيد إذا كان صدق وأدب، وإلا مجرد الجلوس بالجسم مع أهل الله إذا لم يكن نورانياً يبعده عن أهل الله.



([1]) المعجم الكبير للطبراني: 8/413 رقم (9891).

([2]) كنز العمال 6/1078 رقم ( 17517).

([3]) صحيح البخاري: 1/128 رقم (3289)