في رثاء أستاذنا الشيخ عبد البر عباس (رحمه الله )
مدرس الحديث الشريف والإقراء والمصطلح
في معهد ( دار نهضة العلوم الشرعية - النبهانية)
ألف الهوى بوجيبه ونحيبه *وشكى النوى بسهاده ورقاده
وطوى على ذكرى الفراق حشاشة *فنيت وما يفنى غرام فؤاده
ومضى إلى العلياء يسمو همة * يشدو الكمال على خطى أفراده
ودنا إلى الشهباء يزجي مهجة * أنقى من الألماس في أجياده
يرنو بعين الصقر ينشد عارفاً * لم يثنه عنه أذى حساده
وإذا الكمي مضى بصادق همه * تخذ العزيمة من عتاق جياده
حمص وآي الحسن في أرجائه * واللطف في إنسانه ونجاده
لم تسبه وغدا إلى شهبائه * (نبهان) ذاك القصد من أسياده
لما رأى النور المجسّد شخصه * حث الخطى ليكون من رواده
ومهاجر للحق (حاز بنوة) * في الروح فاعجب من نبا إسعاده
لغلامه: اخرج ياغلام فبوركت *تلك الولادة يا لَلُطف وداده
أنقى من الزهر الضحوك لطافة *والعلم والأخلاق في أبراده
ألف الخفاء فلا يُرى متملقاً * هذا الأنام وعاش من زهاده
مترهبٌ جعل الحديث مرامه * يستظهر الإعجاز من إمداده
متلمساً حكم النبوة تالياً * آياتها و ( الفتح ) من أوراده
الألمعي إذا تعارض نصه * والصيرفي الفذ من نقاده
وإذا تكاثرت الفهوم فحيرت * أهل النهى رجعوا إلى (حماده)
وإذا الخصوم تنفخت أوداجها * تلقى المقال الفصل في إيراده
مستحضراً للآي حين نقاشه * فكأنما حضرت على ميعاده
والسنة الغراء طوع لسانه * فكأنما سكنت صميم فؤاده
فالبر (عبد البر) محفَل سنة * غصت مناهله لدى رواده
عشق الطروس فلو رأيت خضوعه *عند الكتاب لقلت من عباده
محرابه قلب، ونسك حياته *فكر يحلق في مدى آماده
من طوقت ذا النشءَ أيدي فضله * في ( دار نهضتنا ) مدى آماده
قد عشتَ في الدنيا ربيبَ عناية * ما كنتَ إلا في اتباع مراده
كانت حياتك في منيع حصونه * واليوم أنت إلى ذرى أطواده
غادرت دنيا لم تغرك ساعة * مستبقياً ذخراً ليوم معاده
أمعاهد العلم الشريف ألا ابكه * فلقد طواه الموت في أغماده
شعر : إبراهيم الحمدو العمر
أبو ظبي /1/3/2018