آخر المواضيع
اخترنا لكم




  الرئيسية    الأسرة المسلمـــة   مقالات وأبحاث
أفكار ومشاريع للإجازة



مرات القراءة:3102    
أرسل إلى صديق
أبلغ عن مشكلة في هذه المادة

 

أفكار ومشاريع للإجازة

 بمناسبة نهاية العام الدراسي


بقلم:
الشيخ عبد الرحمن محمد ناصر بركات
ماجستير في الفقه المقارن، ليسانس في اللغة العربية،
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف في الكويت


الحمد لله الذي جعل العمل من أسباب العزة والكرامة، وقرن البطالة بالمذلة والمهانة، ويوفي العاملين أجورهم في الدنيا والآخرة. قال تعالى: (إِنَّا ََلا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا) {الكهف: 30} (وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إََِلا مَا سَعَى {39} وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى {40} ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الأَوْفَى) {النجم: 39-40}.

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أدى رسالة ربه بالعمل لله في جميع للعاملين خير مثل، صبر وصابر، ودأب وثابر، حتى صنع أمة وأقام ديناً، وبنى مجداً تليداً لأمته، وطهر الأرض من أرجاس الشرك والفساد. أما بعد:

فإن الإسلام الذي هو دين العمل والخير والنشاط والحركة والرياضة والصحة ودين التقدم والارتقاء والسعادة والهناء، هذا الدين كفيل بأن يدفع شبابنا إلى العمل المثمر وإلى استثمار أوقات فراغهم فيما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع والخير ويؤكد انتماءهم لدينهم وبلادهم. وبما أن كل عمل لا بد من وقت يستغرقه لينجَز، فلنبدأ أولا بأهمية الوقت في الإسلام:

لقد عني الإسلام بالوقت عناية فائقة، فحث على اغتنامه وحذر من تضييعه بدون عمل مفيد لأن الوقت ميدان العمل والتنافس في الخير، وهو سر بقاء الإنسان. قال سبحانه: : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا) {الفرقان: 62} أي جعلهما يتعاقبان؛ توقيتاً لعبادة عباده له وأعمالهم، فمن فاته عمل في الليل استدركه في النهار ومن فاته عمل في الليل أدركه في النهار. ورأينا ربنا سبحانه يقسم في القرآن بكل الأوقات، فأقسم بوقت الليل والنهار كله: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى {1} وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى) {الليل: 1-2}، وبوقت الفجر: (وَالْفَجْرِ {1} وَلَيَالٍ عَشْرٍ) {الفجر: 1-2}، ووقت الضحى: (وَالضُّحَى {1} وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى) {الضحى: 1-2}، ووقت العصر: (وَالضُّحَى {1} وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى) {الضحى: 1-2}، وبليالي عشر ذي الحجة كما مر آنفاً، منوّهاً سبحانه بأهمية هذه الأوقات وآثارها في حياة عباده وليلفت أنظارهم إليها، وجاءت كثير من الأحاديث في الحث على المحافظة على الوقت وعدم تضييع أي جزء منه دون فائدة، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ" {أخرجه البخاري} فهذا الحديث يدل على أن الوقت نعمة عظمى ومنحة كبرى من الله سبحانه وتعالى، ولا يستفيد منها إلا الموفقون من الناس، وكثير منهم مغبون فيها. وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وماذا عمل فيما علم" {أخرجه الترمذي بسند فيه كلام، والبزار والطبراني بسند صحيح}. فيوم القيامة يسأل الإنسان عن عمره عامة: ماذا عمل لنفسه وماذا قدم لدينه وأمته من خير وإصلاح، ثم يسأل عن شبابه بصفة خاصة، والشباب جزء من العمر، لكنه خُص بالسؤال لما للشباب من قيمة متميزة في الحياة، لأنه وقت القوة والعزيمة الماضية وسن الحيوية والنشاط بعد ضعف الطفولة وقبل ضعف الشيخوخة. ومن تتبع تاريخ المسلمين في قرونهم الأولى يجد أنهم عرفوا أن الوقت هو عمد الحياة فحرصوا أشد الحرص على أوقاتهم حرصاً فاق حرصنا اليوم على جمع الفلوس والدنانير، ومن ثم قال عنهم التابعي الجليل الحسن البصري: [أدركت أقواماً ـ يقصد بهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ـ كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم]. ومن هذا الحرص مثلا قول ابن مسعود : [ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي]. ومن أشكال هذا الحرص أن أحدهم ربما كان يقرأ أو يتعلم أو يعلم وهو يمشي أو يأكل بل وهو في سكرات الموت، حرصاً منهم على ألا يفوتهم شيء من أعمارهم بلا نفع، فهاهو الإمام المنذري كان يقرأ أثناء طعامه، والخطيب البغدادي كان يمشي وفي يده كتاب يطالعه، والعلامة الشهير البيروني أخذ يتعلم مسألة في الفرائض وهو في النزع الأخير ويقول: أودع الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة خير من أن أخليها وأنا جاهل بها، والإمام القاضي أبو يوسف علّم من حوله مسألة فقهية وهو يودع الدنيا. ولو أردنا تطبيق الأمثلة المذكورة على واقعنا نقول: حين