تقوى الله تعالى
قال رضي الله عنه : التقوى تعني الوقاية، وهي ثلاثة مراتب:
الأولى: تقوى الشرك.
الثانية: تقوى الذنوب.
الثالثة: تقوى السوى أي ما سوى الله تعالى.
يجب أن نعلم كيف نتقي الله سبحانه وتعالى، الوقاية أن لا نخالف الله، وإذا عملنا بما أمرنا الله تؤدي بنا إلى الله، وأما إذا قعدنا مع الكذّابين فالطباع سرّاقة، أين العقل الّذي هو ميزان يدرك الّذي يضره والّذي ينفعه؟ وجب علينا أن نشهد أن هذه الرفقة تنقصنا عن حقيقتنا وتجعلنا نقع في المخالفة، المخالفة للشريعة لو تركناها لوجدنا الأمر على ما هو عليه، لوجدنا الحياة أجمل من الموت بما لا يقاس، ناس كثيرون يطلبون الموت، أعوذ بالله من ذلك! أنا أستغرب جداً؛ يظنّون أنهم إذا ماتوا سيستريحون، والله لا توجد راحة! تموتون على ما عشتم عليه، وتحشرون على ما متُّم عليه، أين المفرّ؟! المسرور هنا مسرور هناك، هنا وفي القبر وفي البرزخ وفي الجنّة.. أينما كان؛ لأن الحق معنا أينما كنا، وينظر إلينا ونحن موافقون له جلّ جلاله؟ لذلك أهل الله يقولون: كن مع الله ترَ الله معك إذا كنا مع الله أمرنا ائتمرنا ونهانا انتهينا نرى الأشياء بالله كان الله معنا دائماً، في كل شيء لكونك لم تبقَ عندك إرادة، لا توجد إرادتان، الإنسان قبل أن يكمل نفسه ناقصة، يظنّ حاله له إرادة وله وجود وله هيمنة.. لا! الحق سبحانه وتعالى إذا كان يحب عبداً في السير يخالفه يعاكسه لا يعطيه مراده! يقول بعضهم: الحمد لله يعطينا مثل ما نريد.. هذا مكر! الحمد لله أنا لا يعطيني مثل ما أريد، هذه أكبر نعمة، لا توجد إرادتان { وَمَا تَشَاؤُونَ إِلا أَن يَشَاء اللهُ} [الإنسان 30] وما تشاؤون مشيئتكم حتى يشاء أن تشاؤوا فتشاؤوا، ما بقى شيء لنا ألبتّة!. { لو كان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا } (الانبياء 22)
صاحب التقوى الثانية تقوى الذنوب له علامة لا يجالس الأولين أبداً، لا يجالسهم ولا يروح إليهم، وإذا جاء الأولون يصيرون تابعين له، يترك أصحابه الأولين، فإذا كان منهم أحد صادقاً يأتي هو إليه؛ يتتلمذ ويستسلم له، الصداقة باقية .
إذا عملتم ذنباً صغيراً أو كبيراً فهذا ظلمة وحجاب بينكم وبين أرحم الراحمين، وجب علينا أن نتوب ونستغفر، فإذا تبتم من قلبكم جاءكم النور { إن الله يحب التوّابين } [البقرة 222 ] نور المحبة، النور يكشف، يكشف حاله يرى القذر المعنوي بنفسه مثل ما يراه أهل الله {وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كلاًّ بسيماهم} [الأعراف46]كل واحد يرون داخله، قال صلى الله عليه وسلم: من أسرّ سريرةً ألبسه الله رداءها إن خيراً فخير وإن شرّاً فشرّثمّ التقوى الثالثة هذه لخصوص الخصوص، هذه تقوى السوى {فاعلم أنه لا إله إلاّ الله } (محمّد 19) السوى مثل الظل، الظل تابع لا حركة له ألبتّة، إلى أن يصير موحداً عالماً بالله حقيقياً، وهذه أربابها قليلون في العالم، ما وُجد اثنان في العالم، دائماً واحد، حتى في زمن سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم كان الرسول فقط، ولا سيّدنا الصدّيق، بعدما انتقل الرسول انتقلت إلى سيّدنا أبي بكر الصدّيق).