آخر المواضيع
اخترنا لكم




  الرئيسية    دعوته وعلومه    مجالسه ومذاكراته   المهلكات
مجالسة الغافلين



مرات القراءة:1966    
أرسل إلى صديق
أبلغ عن مشكلة في هذه المادة

مجالسة الغافلين
 

قال السيد النبهان رضي الله عنه : لا يتعرف على المعارف الإلهية إلاّ من تبدل في سائر أحواله، ومن أراد أن يفهم أحوال الرجال الكبار فليجالسهم ويجانسهم ويتأدب معهم، أنت لا تقدر على تغيير عادة من عاداتك فكيف تخرق لك العوائد؟!.
والإنسان قبل أن يتلطف يجالس البطالين يضحك ويمزح، فإذا تلطف لا يستطيع أن يجالسهم، لأنّه لم تبق بينه وبينهم نسبة، ولهذا أنكروا عليه حين تلطفت روحه وشددوا عليه بالإنكار، فهو قبل النور يندمج مع كل أحد، فإذا تنور اختلى عنهم مع محبوبه بروحه وجسمه، أما إذا عدم النور فإنه يجالس كل إنسان.
الغافل لا ميزان له لا لنفسه ولا لغيره، جاهل وأحمق.
إيّاكم أن تجالسوا الدنيء الدنيء، ربما يعمل عملاً حسناً فتنجذبوا إليه.
وقـاطع لمن واصـلت أيـام غفلـة * فمـا واصـل الأحبـاب من لا يقاطعُ (1)
وقاطع لمن واصلـت أيام غفلة قاطعهم بتاتاً، لأي شيء؟
لأن أهل الغفلة ما عندهم غير السوء وغير الوطاءة، إذا كان لي رفقاء سيئين ثمّ توصّلت بعد ذلك لأهل الله فهل أقدر في يوم من الأيام أن أجلس مع الأولين؟
لا لا، أبداً أبداً، فما واصل الأحباب من لا يقاطعُ سيّئ الأخلاق، وهكذا الّذي يطلب الله تعالى.
المفروض أنت الّذي تقاطع، لا هم الّذين يقاطعونك، لا لا، أنت عالٍ، أنت نوراني، عندك نور تتميز عنهم، أولئك لا نور عندهم ولا عيب ولا حرام.
إيّاكم والجلوس مع الغافل، أصعب شيء الجلوس مع الغافل، سماع كلمة من الغافل تحبط العمل.
الّذي يصاحب أهل الله لابدّ أن يترك أهل الظلمة ولو كان أباه أو أمه أو أخاه أو زوجته.
 

----------------
(1) : من عينية سيّدنا عبد الكريم الجيلي رضي الله عنه .