آخر المواضيع
اخترنا لكم




  الرئيسية    العالم الإسلامي   التاريخ الإسلامي والمناقب
شبهات حول تاريخ العثمانيين !!



مرات القراءة:9061    
أرسل إلى صديق
أبلغ عن مشكلة في هذه المادة

 

شبهات حول تاريخ العثمانيين !!

 

إعداد الشيخ/ ياسر مصطفى يوسف

 

 

** مقدمة :

 

على الرغم من كل ما يقال حول الدولة العثمانية إلا أنها لعبت دوراً هاماً في حقبة من التاريخ ، وتاريخها هو ضمن تاريخنا سواء قبلنا بذلك أو رفضنا ، وقبل ذلك فهو جزء  محسوب على  التاريخ الإسلامي ككل .

ويكفي العثمانيين فخراً أنهم فتحوا القسطنطينية عاصمةَ الروم البيزنطيين ، بعد أن استعصت سنين طويلة على جيوش المسلمين ، فبهم وفيهم تحققت نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم حين قال ، فيما رواه الإمام أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه عن عبدالله بن بشرٍ الخثعمي عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( لتفتحن القسطنطينية ، فلنعم الأمير أميرها ، ولنعم الجيش ذلك الجيش ) قال فدعاني مسلمةُ بن عبد الملك فسألني فحدثته  فغزا القسطنطينية. قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وعلق عليه الذهبي في التلخيص فقال : صحيح.

لكنه وللأسفِ لم يُكتب تاريخ العثمانيين بأمانة ، ولم يسطر بصدق ، إذ لم يتورع المؤرخون الأوربيون واليهودُ والنصارى والعلمانيون الحاقدون عن الهجوم على تاريخ الدولة العثمانية ، فاستخدموا أساليب الطعن والتشويه والتشكيك فيما قام به العثمانيون من خدمة للعقيدة والإسلام، وسار على هذا النهج الباطل أغلب المؤرخين العرب بشتى انتماءاتهم واتجاهاتهم القوميةِ والعلمانيةِ.

وكذلك المؤرخون الأتراكُ الذين تأثروا بالتوجه العلماني الذي تزعمه مصطفى كمال أتاتورك، فكان من الطبيعي أن يقوموا بإدانة فترة الخلافة العثمانية ، فوجدوا فيما كتبه النصارى واليهود ثروة ضخمة لدعم تحولهم القومي العلماني في تركيا بعد الحرب العالمية الأولى.

واليوم تجد بعض الشباب ـ ومنهم المثقف ـ يصمُ العثمانيين بكل تأخر وتخلف ، بل ويرد سبب تراجع المسلمين عامة والعرب خاصة إلى حكم العثمانيين للبلاد ، ويشتط بعضهم في تفكيره أكثر ، ويذهب أبعد من هذا فيسمي الخلافة باسم الاحتلال ..... ولعل مرجعَه في هذه التسمية واعتماده في ذلك الحكم الجائر على بعض المصادر المغرضة والكتابات المسمومة ... أو أن تلك لفكرة ارتسمت في ذهنه من خلال متابعته لبعض المسلسلات المرئية التي تشوه صورة العثمانيين من خلال التركيز على أخطائهم الفادحة في عصورهم المتأخرة. دون اعتبار حسناتهم وآثارهم الحميدة.

 

** شرعية الحكم العثماني :

ـ بعد تنامي قوة بني عثمان و بروز نجمهم في سماء العالم الإسلامي...أرسل السلطان العثماني ( بايزيد الأول) في سنة ( 797 هجري = 1394ميلادي ) هدايا وتحفًاً إلى الخليفة العباسي في مصر " المتوكل على الله " طالبًا منه تفويضًا شرعيًا بالسلطنة.. فبعث له الخليفة بذلك.

ـ وبعد انتصار السلطان سليم الأول في معركة مرج دابق على المماليك خطب له في أول صلاة جمعة صلاها في حلب باعتباره خليفة للمسلمين وسُكَّت العملة باسمه.

ـ دخلت طلائع الجيش العثماني مدينة القاهرة بعد أن هزموا المماليك في معركة الريدانية الهائلة في (29 - ذو الحجة 922هـجري = 23 - يناير 1517ميلادي ) تحت قيادة " طومان باي ".. وفي يوم الاثنين الموافق (3 – محرم - 923هـجري = 26 - يناير 1517ميلادي ) دخل سليم الأول مدينة القاهرة في موكب حافل، يتقدمه الخليفة العباسي والقضاة.

 ـ تنازل الخليفة العباسي ( آخر الخلفاء العباسيين في مصر) عن الخلافة لبني عثمان في مراسم جرت في مسجد " آيا صوفيا " بعد عودته مع السلطان سليم الأول إلى استانبول. و في جامع أبي أيوب الأنصاري قلده السيف، وألبسه الخُلعة.

ـ أصبحت الدولة العثمانية منذ ذاك التاريخ هي مركز الثقل في العالم، وأصبح سلطانها هو خليفة المسلمين لا ينازعه في هذا اللقب أحد.(صلاح عبدالعـزيز/ جنيف ـ سويسرا).

 

** جيش الانكشارية :

عندما تولى السلطان 'أورخان بن عثمان' الحكم في الدولة العثمانية عمد إلى تأسيس جيش إسلامي جديد ، وأدخل نظامًا جديدًا للجيش العثماني عرف بالانكشارية, وكان هذا الجيش الجديد هو رأس الحربة الشديد في كل الفتوحات الإسلامية، وكانت له أيادٍ بيضاء على الجبهة الأوربية خصوصًا, ولقد زعم معظم المؤرخين الأوروبيين أن جيش الانكشارية هذا قد تكوّن من خلال ما يعرف بنظام 'الدقشرية' وقد زعموا أن هذا النظام مستقى من شرع الله وأطلق عليه اسم 'ضريبة الغلمان' وقد قالوا عن هذه الضريبة أنها تبيح للمسلمين انتزاع خُمس عدد أطفال وغلمان أي مدينة نصرانية يفتحونها باعتبارهم خُمس الغنائم، التي هي حصة بيت مال المسلمين ، ومن هؤلاء المؤرخين الذين روجوا تلك الأكذوبة والفرية 'كارل بروكلمان' و'جب' و'جيبونز' و'سوموفيل', ومن المؤسف أن هذه الفرية قد نقلها المؤرخون المسلمون دون تبين أو تبصر منهم على الرغم من إخلاص العديد منهم وكفاءتهم المعهودة ومنهم 'محمد فريد وجدي' في كتابه 'الدولة العلية' و'محمد كرد علي' في كتابه 'خطط الشام' والدكتور 'علي حسون' في كتابه 'تاريخ الدولة العثمانية' وغيرهم.

والحق الذي لا مرية فيه أن الانكشارية هؤلاء تكونوا نتيجة أخلاقية واجتماعية لاهتمام العثمانيين بالمشردين واليتامى من أطفال النصارى الذين تركتهم الحروب المستمرة بلا أب أو أم أو كلاهما, فلقد كانت هناك أعدادًا هائلة من هؤلاء الأطفال يهيمون على وجوههم في الطرقات في أعقاب الحروب الضخمة بين المسلمين والنصارى ، فاحتضنهم المسلمون العثمانيون وأشرفوا على تربيتهم تربية إسلامية خالصة على الإيمان والجهاد, ولم يجبر هؤلاء على الدخول في الإسلام كما يروج المستشرقون ، كما أن الحقيقة التاريخية الأخرى أن جيش الانكشارية لم يكن مكونًا من أطفال النصارى فقط, بل إن جزءًا كبيرًا منه مكونًا من أبناء المسلمين الذين أرادوا طريق الجندية والجهاد.(مفكرة الإسلام / أغاليط تاريخية شهيرة)

** تاريخ الدولة العثمانية ينقسم إلى ثلاثة أدوار:

امتد تاريخ الدولة العثمانية سبعة قرون 699 - 1344هـ = 1300 - 1924 م

وقد قسم المؤرخون العثمانيين إلى أمراءَ وسلاطينَ وخلفاء ، أما الأمراء فهم عثمان الأول وأورخان ومراد الأول، وأما السلاطين فهم بايزيد الأول( يكدرم) ومحمد الأول ومراد الثاني، ومحمد الفاتح ، وبايزيد الثاني ، أما الخلفاء فأولهم سليم الأول وآخرهم عبد المجيد الثاني ، ورقمه في الخلفاء السابع والثلاثون.

هذا وينقسم تاريخ العثمانيين إلى أدوار ثلاثة :

الدور الأول : دور الازدهار والقوة:

ويبدأ من عهد السلطان عثمان الأول 688هـ 1289م وينتهي في عهد السلطان سليمان القانوني (982-1574) وفي هذا الدور وصلت الدولة إلى قمة مجدها وأوج اتساعها فكانت الدول الأوربية تدفع الجُزى لها ، وكان الصدر الأعظم يحرر المعاهدات باللغة التركية ويأتي مندوبو الدول الأوربية للتوقيع عليها كما هي ، ومن الجدير بالذكر أن سلاطين هذا الدور كانوا قواداً عسكريين من طراز نادر ، إذ كانوا يقودون جيوشهم بأنفسهم وينزلون إلى ساحات المعارك ويقاتلون كأي جندي ، مما له أكبر الأثر في استبسال الجنود وبقاء الجيش قوياً بعيداً عن الفساد.

الدور الثاني : دور الركود

ويبدأ هذا الدور من عهد سليم الثاني 974هـ - 1566م وينتهي في عهد مصطفى الثاني (1115هـ - 1707م) وفيه كان للصدور العظام الذي نبغ منهم الصوقلي وآل كوبرلي. في الدولة العثمانية المقام الأول والرأي النافذ .

الدور الثالث : دور الانحدار والانكماش:

ويبدأ من عهد السطان أحمد الثالث (1703م-1115هـ) وينتهي في عهد محمد وحيد الدين المعروف بمحمد السادس (1922م-1344هـ) وكان هذا الدور دور هزائم متلاحقة ، وكانت الدولة تحارب على عدة جبهات خارجية وداخلية ، وفيما بدأ الاحتلال الأوربي بتقطيع أطراف الدولة دون أن تستطيع فعل شيء ، لضعف الجيش أولاً وضعف الدولة ثانياً. كان السرطان الداخلي ينهش كوامن قوة البدن العثماني ببطء من خلال حزب علماني رعته بريطانيا و أسسه يهود الدونمة الهاربون من بطش محاكم التفتيش في أسبانيا.. ذلكم هو حزب الاتحاد و الترقي الذي استطاع من خلاله مصطفى كمال أتاتورك الإجهاز على آخر حكم كان يضمن للمسلمين الكرامة و الاتحاد.

 

** خلاصة مهمة ... ونقد عميق :

وكتاب البروفسور الدكتور أحمد آق كوندز الموسوم بـ " الدولة العثمانية المجهولة " يميط اللثام عن التاريخ العثماني ويقوم بتنقيته وتحريره ،  وتدور صفحات الكتاب حول (303) سؤالا  تم اختيارها من (5000 ) سؤال والإجابة عليها بكل دقة وعلمية من قبل البروفيسور الدكتور أحمد آق كوندوز ولكي يستكمل هذه الدقة العلمية أشرك الدكتور سعيد أوزترك المتخصص في التاريخ الاقتصادي في تناول مواضيع الاقتصاد العثماني لكي يكون الكتاب في أفضل صورة وأكمل علمية وأدق .

وقد وضع مؤلف هذا الكتاب مبادئ معينة بحيث نظم أسلوبه ومحتوى كتابه وفق تلك المبادئ مثل : الرد على المزاعم التي أُلصقت بالدولة العثمانية بالدليل الذي يوثق الرد ، النظر من خلال منظار يسمح برؤية الأشياء الإيجابية والأشياء السلبية معاً ، النظر إلى  تاريخها بمنظار النقد البناء المنطلق من الرغبة في إيضاح الحقيقة وبيانها ، عقد المقارنة بين الأشياء المتشابهة وفي نفس الفترة الزمنية .

والخلاصة التي نقدمها للقارئ الكريم من خلال قراءتنا لهذا المؤلف هي ما يلي :

أولاً: لا توجد دولة إسلامية على امتداد التاريخ الإسلامي شغلت ببعديها الزماني والمكاني ما شغلته الدولة العثمانية ، والتي تمثلت بزهاء الستة قرون، والعشرين مليون كيلومتر مربع، بحيث أنها وصلت بعد تقسيمها إلى أكثر من 35 دولة .

ثانياً: بدأت البدايات الأولى لوجود الدولة العثمانية على أساس الجهاد والتمسك بالشريعة ، واتخذت من الثغور ساحتها التي انطلقت منها رافعة كلمة الله أكبر عالياً، واستمرت في تقدمها طوال الفترة التي كان حكامها على رأس حملاتهم الجهادية ، وعندما بدأ التواني يدب فيهم و التخلف المتعمد عن قيادة الجيوش بدأ العد التنازلي لصعودها.

ثالثاً: كشف المؤلف عدم صدق وزيف ما دونه المستشرقون ومن تبعهم من المستغربين حول الدولة العثمانية من حيث الأجهزة ،  فهنالك الكثير من المؤسسات والتشريعات الإدارية التي اعتمدتها الدولة كانت أساسا موجودة فيما سبقها من دول إسلامية أخرى سواء أكانت عباسية أم غيرها ، وكما أن لكل عصر مستجداته التي تفرضها متطلبات العصر، وإذا كانت هناك بعض الأمور التي أخذت من الآخرين ، فلم تؤخذ إلا بعد التأكد من أنها لا تتصادم أو تتقاطع مع الشرع ، وليس في ذلك أيُ ضير .

رابعاً: أن الحروب التي خاضتها الدولة العثمانية تحت أي مسمى من المسميات ليس رغبة في خوضها أو تعطشها للدماء ، وإنما فرضتها أمور عدة منها في سبيل الله و إعلاء كلمته ودينه أو للدفاع عن النفس ورد الاعتداء بمختلف أنواعه وأشكاله ، ومنها إعادة توحيد المسلمين تحت راية الخلافة الإسلامية فنشأت بذلك أعظم دولة إسلامية شهدتها الأمة وكانت خير بوتقة لصهرها .حتى وصلت الدولة العثمانية بفتوحاتها إلى ارض لم يطرقها الإسلام من قبل ، وطبقت الدولة العثمانية الشرع الإسلامي في تسامحه وتعامله مع الديانات الأخرى ، ولنا في ما حصل في فتح استنبول خير شاهد على ذلك .ولم تتمكن أية دولة أوربية منفردة من مواجهتهما فلذلك حاولت أوربا أن تشكل أحلافاً وتحالفات بينها صبغتها بالتقديس .

خامساً: كانت الجيوش العثمانية أقوى جيوش العالم ، فبالإضافة  إلى ما تمتعت به من حماسة   دينيه ، ورغبة في الجهاد ،وحسن تدريب ، وابتكار في الأسلحة ، بل وفي الخطط القتالية والحربية ، فقد عرف التاريخ من العثمانيين قادة وسلاطيناً عظاماً ، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر محمد الفاتح وسليمان القانوني، وغيرهم ممن كانت لهم بصمات بارزة في تاريخ الإنسانية في ذلك الوقت .

سادساً: إن ما أطلق عليها تسمية المشكلة الأرمنية ما هي إلا محاولة غربية هدفها زيادة إضعاف الدولة العثمانية ومعاونة القوى الانفصالية فيها ، لكي يسهل عليهم استعمار الأقاليم التي كانت ضمن الدولة العثمانية، وقد حاولوا الغربيون الضغط من خلال ادعائهم بأن الأرمن قد ذبحوا على يد الأتراك ، وهذا ليس له شيء من الصحة ، فالوثائق تكذب ذلك، وكثير من الأرمن تبوأ مراكز متقدمة في الدولة ، وكان الأرمن كغيرهم من رعايا الدولة الآخرين ، ولم يحصل أي تطهير عرقي لهم .

سابعاً: تآمرت دول الغرب على الدولة العثمانية، وتطلعت إلى وراثة ما أسموه تركة الرجل المريض ، أي احتلال بلاد المسلمين احتلالاً عسكرياً ، ووزعت دول الإسلام مستعمرات بين عدد من الدول الغربية ، وبسقوط الخلافة العثمانية انقسم العالم الإسلامي إلى دول لا يربط بينها رابط سياسي،ولقد كان هم الاستعمار الغربي في المقام الأول هو إقصاء الشريعة الإسلامية عن تنظيم حركة الحياة ، و إحلال المفاهيم العلمانية و النعرات الوطنية والقومية بديلا عنها ، بالإضافة إلى تفتيت الدولة إلى دويلات ، والاستغلال المادي لموارد هذه الدول عن طريق نهبها، واستخدام هذه الدول كأسواق لبضائعها ، وتكريس الضعف والفقر والتخلف في أنحائها.

ثامناً: تم انتهاك تاريخ الدولة العثمانية تحت مسميات وحجج كثيرة اتسمت بكونها واهية ، وانبرت أقلام التشكيك فقامت بدور معاول هدم ، وتكاثرت على الدولة العثمانية المشاريع الاستعمارية لتصل إلى مائة مشروع استعماري لمحاربتها وتقسيمها ، وعمل الغرب على تصفية الدولة العثمانية بحملة منظمه أكثر من 220سنه، بدأت بمعاهدة "كارلوفجة" 1699م في أوربا، واختمت بمعاهدة لندن 1913م التي قضت بتخلي الدولة العثمانية عن أقاليمها في أوربا وأفريقيا وآسيا .

تاسعاً: لا تخلو الدولة العثمانية من سلبيات وقد يكون البعض منها قاتلا إلى الدرجة الذي لعب دوراً أساسياً في إنهائها ومسحها من خارطة الوجود .( موقع مجلة العلوم الإنسانية / قراءة : الدكتور أكرم محمد عبد كسار)

 

** موقف تاريخي مشرف : 

وسيظل التاريخ ينظر بكل إجلال وإكبار إلى موقف السلطان عبد الحميد من اليهود وأرض فلسطين حين رفض

بيعها لليهود...وستبقى الأجيال تقرأ بكل عزة وفخار رسالته التي أرسل بها إلى هرتزل بواسطة صديقه يقدنيو لنسكى جاء فيها:

 (انصح صديقك هرتزل ألا يتخذ خطوات جديدة حول هذا الموضوع ، لأني لا أستطيع أن أتنازل عن شبر واحد من الأراضي المقدسة لأنها ليست ملكي ، بل هي ملك شعبي ، وقد قاتل أسلافي من أجل هذه الأرض و رووها بدمائهم فليحتفظ اليهود بملايينهم ... إذا مزقت دولتي من الممكن الحصول على فلسطين بدون مقابل ولكن بعد أن يبدأ التمزيق أولاً في جثتنا ، ولا أوافق على تشريح جثتي وأنا على قيد الحياة.)

 

** اتهامات باطلة :

دعونا نقف عند خطأ واحد من جملة أخطاءٍ أخذت على العثمانيين...تلكم فرية أن السلاطين والخلفاء العثمانيين كانوا يملكون الحق بموجب فتوى شرعية إسلامية في قتل من يشاؤون من إخوانهم أو بني رحمهم أو أقاربهم بحجة الحفاظ على وحدة المسلمين ولقطع الطريق على أية فتنة يمكن أن تبرز إذا حاول أحدهم اغتصاب الملك وأن هذه الظاهرة تكررت مراراً لدى العثمانيين حتى شمل القتل الإخوة الأصاغر سناً.

وإذا كنا لا ننفي ولا ننكر وقوع العديد من حوادث التصارع بين السلاطين العثمانيين وبعض إخوانهم ، بل وأحياناً بينهم وبين أبنائهم ، إلا أننا ننفي وبشدة ما يزعمونه من وجود فتوى شرعية تبيح لكل سلطان عثماني جديد أن يقتل من يشاء من بني رحمه بحجة الحفاظ على الملك. نقول هذا ونتسائل؟؟؟ أليس من أبسط مقتضيات أمانة التوثيق العلمي والتاريخي أن يقوم بين يدي أية رواية تاريخية ما يدعم صحتها من تحديد الأسماء والأمكنة والأزمنة وغير ذلك؟.. ثم أليس من مقتضيات أمانة التوثيق العلمي والتاريخي أيضاً ألا يكتفي بالتعميم بعبارات موهمة في رواية تحمل تهمة خطير؟  أين نص الفتوى الشرعية هذه ؟.. أين أسماء العلماء المسلمين الذين أفتوا هذه الفتوى المزعومة وفي زمن أي خليفة عثماني على التحديد صدرت؟؟ أسئلة كثيرة تثير الشكوك حول صحة هذه الاتهامات ، وقس على ذلك باقي الاتهامات والأخطاء المفتعلة.

 

** متفرقات :

** يهود الدونمة : طائفة من اليهود ادعت الإسلام وأبطنت اليهودية للكيد للمسلمين.. أسسها( سباتاي زيفي) 1626م ـ 1675م: وهو يهودي أسباني الأصل، تركي المولد والنشأة

   - كانوا يتحينون الفرص للانتقام من الإسلام وإفساد الحياة الاجتماعية الإسلامية والهجوم على شعائر الإسلام.

- ويكفي أنهم أداروا الجزء الأعظم من انقلاب تركيا الفتاة الذي أسقط السلطان عبد الحميد الثاني.

- أسهموا في تقويض الدولة العثمانية وإلغاء الخلافة عن طريق انقلاب جماعة الاتحاد والترقي

- أطلق الأتراك على أتباع هذا المذهب الدونمة وهي مشتقة من المصدر التركي دونمك بمعنى العودة والرجوع. (( صيد الفوائد – بتصرف)).

** كانت الدولة العثمانية شجاً في حلوق النصارى واليهود.. و لهذا ما سقطت فلسطين في أيدي صهيون إلا بعد سقوط استنبول " إسلام بول " مدينة الإسلام ودار الخلافة الإسلامية في أيدي يهود الدونمة برئاسة ( مصطفى كمال أتاتورك ) الذي أفرزه حزب الاتحاد و الترقي العلماني الذي كان هدفه الأول و الأخير " إسقاط الخلافة الإسلامية ". (صلاح عـبدالعـزيز)

** (لن نستطيع اختراق العالم العربي للوصول إلى فلسطين ما دام طوق الخلافة العثمانية باقياً، لذلك تعاونا مع بريطانيا لاختراق هذا الطوق) - حاييم وايزمان...

**  مما يجعل البعض يأنف من إطلاق اسم الخلافة على هذه الدولة كونها قامت على سواعد الأتراك وحكمت باسمهم فهي إذن غير عربية ولا يحكم العربي إلا عربي... وإذا كان كذلك فأين هو قول رسول الله r (اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة) رواه البخاري.

**  يجدر بنا معاشر طلبة العلم أن نقرأ التاريخ قراءة واعية بتأمل وتفكر واتعاظ وتدبر ، بعين القلب لا بعين الرأس فقط... حتى نخرج من قراءتنا له بكل مفيد من الآثار والأفكار مما يصلح لليقظة والاعتبار ، وحتى نصل إلى هذا ينبغي ألا نكتفي بقراءة كتاب واحد ، بل لا بد من تعدد المراجع والجمع بينها حتى لا نتأثر بفكر كاتب معين وننساق وراء وجهة مؤلف لا ندري فزعته ولا نعلم مقصده وغايته ... وإذا وصلنا إلى هذه الدرجة من الإنصاف ونزاهة الميول نكون قد وعينا التاريخ وفهمناه كما ينبغي واستفدنا منه الفائدة المرجوة ، ورحم الله القائل:                

 من لم يعِ التاريخَ في صدره          لم يدر حلو العيش من  مُرِّهِ

ومن وعى أخبارَ من مضي             أضـاف  أعمارا إلى عمرهِ

 

** من المراجع التي ننصح بالرجوع إليها في مجال تاريخ العثمانيين:

1ـ كتاب الدولة العثمانية عوامل النهوض والسقوط للدكتور علي محمد الصلابي.

2ـ كتاب الدولة العثمانية دولة مفترى عليها للدكتور عبد العزيز الشناوي / 3 / مجلدات ضخمة.

3ـ العثمانيون في التاريخ والحضارة للدكتور محمد حرب.

4ـ السلطان محمد الفاتح فاتح القسطنطينية وقاهر الروم الدكتور محمد حرب أيضا.

5ـ صحوة الرجل المريض للدكتور موفق بني المرجة وهو أطروحته لرسالة الماجستير.

6ـ تاريخ الدولة العلية العثمانية للدكتور علي حسون.

7ـ تاريخ الدولة العثمانية لشكيب أرسلان.

 

الإعداد : الشيخ ياسر مصطفى يوسف

المراجعة الشرعية: الشيخ عبد الله نجيب سالم

الكويت .الثلاثاء 10/جمادى الأولى /1427 هـ6/6/2006م