العلمانية

إعداد الشيخ: محمود سيد علي*
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
ما هي العلمانية؟ و ما هو سبب انتشارها؟ وما الذي تهدف إليه؟ وما هي آثار ها على الإسلام والمسلمين؟
تعريف العلمانية :
1- كلمة علمانية هي ترجمة غير صحيحة للكلمة اللاتينية (SECULARISM) وترجمتها الصحيحة هي: اللادينية أو الدنيوية, بمعنى ما لا علاقة له بالدين ويؤكد هذه الترجمة ما ورد في دائرة المعارف البريطانية في مادة (SECULARISM) "هي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها.. وظل الاتجاه إلى الـ(SECULARISM) يتطور باستمرار خلال التاريخ الحديث كله، باعتبارها حركة مضادة للدين ومضادة للمسيحية .
ومما يؤكد أن ترجمة الكلمة اللاتينية هي اللادينية؛ ما أورده معجم أوكسفورد شرحاً لكلمة (SECULAR):
(1) دنيوي أو مادي، ليس دينياً ولا روحياً مثل التربية اللادينية، الفن أو الموسيقى اللادينية، السلطة اللادينية، الحكومة المناقضة للكنيسة.
(2) الرأي الذي يقول إنه لا ينبغي أن يكون الدين أساساً للأخلاق والتربية.
فترجمةالعلمانية الصحيحة : اللادينية أو الدنيوية ، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين وتعني في جانبها السياسي بالذات اللادينية في الحكم.
ومدلول العلمانية المتفق عليه يعني عزل الدين عن الدولة وحياة المجتمع وإبقاءه حبيساً في ضمير الفرد، لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه، فإن سمح له بالتعبير عن نفسه ففي الشعائر التعبدية والمراسم المتعلقة بالزواج والوفاة ونحوهما... وإذن فالعلمانية اصطلاح لا صلة له بكلمه العلم، وقد اختيرت كلمه علمانية لأنها اقل إثارة من كلمه لادينية .
تنقسم العلمانية إلى قسمين :
1- العلمانية الجزئية: رؤية جزئية للواقع (برجماتية- إجرائية) لا تتعامل مع أبعاده الكلية والنهائية(المعرفية) ومن ثَمَّ لا تتسم بالشُّمُول. وتذهب هذه الرؤية إلى وُجُوب فَصْل الدِّيْن عن عالم السياسة وربما الاقتصاد، وهو ما يُعَبَّرُ عنه بعبارة فَصل الدين عن الدولة، ومثل هذه الرؤية الجزئية تلتزم الصمت بشأن المجالات الأخرى من الحياة، كما إنها لا تنكر بالضرورة وجود مُطْلَقات وكليات أخلاقية وإنسانية وربما دِينية، أو وُجود "ما ورائِيَّات" و"ميتافيزيقيا"، ولذا لا تتفرع عن العلمانية الجزئية منظومات معرفية أو أخلاقية، كما إنها رؤية محددة للإنسان فهي قد تراه إنسانا طبيعيا ماديًّا في بعض جوانب حياته (رؤية الحياة العامة وحسب) لكنها تلزم الصمت فيما يتصل بالجوانب الأخرى من حياته.
وفيما يتصل بثنائية الوجود الإنساني، ومقدرة الإنسان على التجاوز، لا تسقط العلمانية الجزئية في الواحدية الطبيعية المادية، بل تترك للإنسان حيزه الإنساني يتحرك فيه كيفما يشاء.
2- العلمانية الشاملة: وهي رُؤية شاملة للعالم ذات بُعد معرفيّ (كُليّ ونهائيّ) تحاول بكل صرامة تحديد عَلاقة الدين والمطلقات والماورائيات (الميتافيزيقيا) بكل مَجَالات الحياة، وهي رُؤية عَقلانية مادية تدور في إطار المرجعية الكامنة والواحِدِيَّة المادية التي ترى أنَّ مركز الكَوْن كامن فيه غير مُفَارِق أو مُتَجَاوز له (فالعلمانية الشاملة وحدة وجود مادية) وأنَّ العالَم بأسره مكون أساسًا من مادة واحدة لا قَدَاسَة لها، ولا تحوي أية أسرار، وفي حالة حركة دائمة لا غاية لها، ولا هدف ولا تكترث بالخصوصيات، أو التفرد، أو المُطلقات، أو الثوابت، هذه المادة بحسب هذه الرؤية تشكل كُلا من الإنسان والطبيعة، فهي رؤية واحدية طبيعية مادية وتتفرع عن هذه الرؤية منظومات مَعرفية (الحواسّ والواقع المادي مصدر المعرفة، فالعالم المعطى لحواسنا يحوي داخله ما يكفي لتفسيره والتعامل معه) ، كما تتفرع عنها رؤية أخلاقية (المعرفة المادية المصدر الوحيد للأخلاق) وأخرى تاريخية (التاريخ يتبع مسارا واحدا وإن تبع مسارات مختلفة فإنه يؤدي في نهاية الأمر إلى النقطة النهائية نفسها) ورؤية للإنسان (الإنسان كجزء لا يتجزأ من الطبيعة ليست له حدود مستقلة تفصله عنها ومن ثَمَّ هُو ظاهرة بَسيطة أحادية البُعد، وهو كائن ليس له وَعْيّ مستقل غَير قَادِر على التَّجَاوُز والاختيار الأخلاقيّ الحُرّ).
نشأة العلمانية :
بدأت العلمانية المعاصرة في أوروبا ، وصار لها وجود سياسي مع ميلاد الثورة الفرنسية سنة 1789م . وقد عمت أوروبا في القرن التاسع عشر وانتقلت لتشمل معظم دول العالم في السياسة والحكم في القرن العشرين بتأثير الاستعمار والتبشير ، وضعف سلطة الدين ورجاله.
لقد نشأت العلمانية في الغرب نشأة طبيعية نتيجة لظروف ومعطيات تاريخية - دينية واجتماعية وسياسية واقتصادية - خلال قرون من التدرج والنمو الطبيعي ، والتجريب والتكامل حتى وصلت لصورتها التي هي عليها اليوم , وأهم هذه الظروف والمعطيات التي برزت وأنضجت التجربة العلمانية في الغرب هي :
1- الديانة النصرانية ومبادؤها الأساسية التي كانت تحكم أوربا ، ولم تجد أمامها بُداً من قبول المناهج العصرية التي تقوم على الفصل بين الدين والدنيا , أو بين الكنيسة والدولة ونظم الحياة المختلفة , وذلك للمحافظة على امتيازاتها وسلطتها . ولهذا قبلت النصرانية مبدأ التعايش مع العلمانية وانتشر ما ينسب للسيد المسيح من قوله :( أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله) .
2- الصراع الذي نشأ بين الكنيسة والكشوف العلمية في جوانب الحياة المختلفة , فعلى الرغم من أن الديانة النصرانية ديانة تغلب عليها الجوانب الروحية الصرفة، إلا أن المؤسسة الكنسية تبنت بعض النظريات العلمية القديمة في بعض العلوم، ثم بمرور الزمن جعلتها جزء من الدين يحكم على كل من يخالفها بالردة والمروق، وحين تطورت العلوم الطبيعية تبين أن الكثير من تلك النظريات كانت خاطئة وخلاف الصواب والحقيقة , وانبرت الكنيسة تدافع عن تلك الأخطاء باعتبارها من الدين، ومارست الكنيسة أقصى درجات القمع الفكري والبدني على معارضيها , وسقط ضحايا التزمت الخرافي والتعصب الأعمى غير المبرر من علماء الطبيعة وغيرهم ما بين مقتول ومحروق ومشنوق , وجنت الكنيسة على الدين حين صورته للناس دين الخرافة والدجل والكذب , بسبب إصرارها على أن تنسب إليه ما هو منه براء . فكان ذلك دفعة جديدة لسادة العلمانية، تدعمها الكشوف العلمية والعقول المفكرة ، وقد أدى انتصار العلم في النهاية إلى ثورة علمية وكشوف جغرافية.
مراحل العلمانية:
مرّت العلمانية الشاملة بثلاث مراحل أساسية:
** مرحلة التحديث:
اتسمت هذه المرحلة بسيطرة الفكر النفعي على جوانب الحياة بصورة عامة، فلقد كانت الزيادة المطردة من الإنتاج هي الهدف النهائي من الوجود في الكون، و لذلك ظهرت الدولة القومية العلمانية في الداخل و الاستعمار الأوروبي في الخارج لضمان تحقيق هذه الزيادة الإنتاجية. واستندت هذه المرحلة إلى رؤية فلسفية تؤمن بشكل مطلق بالمادية وتتبنى العلم والتكنولوجيا المنفصلين عن القيمة، وانعكس ذلك على توليد نظريات أخلاقيّة ومادية تدعو بشكل ما لتنميط الحياة، وتآكل المؤسسات الوسيطة مثل الأسرة.
** مرحلة الحداثة:
وهي مرحلة انتقالية قصيرة استمرت فيها سيادة الفكر النفعي مع تزايد وتعمق أثاره على كافة أصعدة الحياة، فلقد واجهت الدولة القومية تحديات بظهور النزعات العرقية، وكذلك أصبحت حركيات السوق (الخالية من القيم) تهدد سيادة الدولة القومية، واستبدل الاستعمار العسكري بأشكال أخرى من الاستعمار السياسي والاقتصادي والثقافي، واتجه السلوك العام نحو الاستهلاكية الشرهة.
** مرحلة ما بعد الحداثة:
في هذه المرحلة أصبح الاستهلاك هو الهدف النهائي من الوجود ومحركه اللذة الخاصة، واتسعت معدلات العولمة لتتضخم مؤسسات الشركات متعددة الجنسيات والمنظمات غير الحكومية الدولية وتتحول القضايا العالمية من الاستعمار والتحرّر إلى قضايا البيئة والإيدز وثورة المعلومات، وتضعف المؤسسات الاجتماعية الوسيطة مثل الاسرة، لتحل محلها تعريفات جديدة للأسرة مثل رجلان وأطفال أو امرأة وطفل أو امرأتان وأطفال…، كل ذلك مستنداً على خلفية من غياب الثوابت المعايير الحاكمة لأخلاقيات المجتمع والتطور التكنولوجي الذي يتيح بدائل لم تكن موجودة من قبل في مجال الهندسية الوراثية.
العلمانية وآراء المفكرين:
ثار الجدل حول مصطلح العلمانية. وتختلف إسهامات المفكرين العرب بشأن مصطلح العلمانية، فعلى سبيل المثال:
يرفض المفكر المغربي محمد عابد الجابري تعريف مصطلح العلمانية باعتباره فقط فصل الكنيسة عن الدولة، لعدم ملاءمته للواقع العربي الإسلامي، ويرى استبداله بفكرة الديموقراطية "حفظ حقوق الأفراد والجماعات"، والعقلانية "الممارسة السياسية الرشيدة".
من جانب آخر، يتحدث د.حسن حنفي عن الجوهر العلماني للإسلام -الذي يراه ديناً علمانياً للأسباب التالية:
1ـ النموذج الإسلامي قائم على العلمانية بمعنى غياب الكهنوت، أي بعبارة أخرى المؤسسات الدينية الوسيطة.
2ـ الأحكام الشرعية الخمسة، الواجب والمندوب والمحرّم والمكروه والمباح، تعبّر عن مستويات الفعل الإنساني الطبيعي، وتصف أفعال الإنسان الطبيعية.
3ـ الفكر الإنساني العلماني الذي حول بؤرة الوجود من الإله إلى الإنسان وجد متخفياً في تراثنا القديم عقلاً خالصًا في علوم الحكمة، وتجربة ذوقية في علوم التصوف، وكسلوك عملي في علم أصول الفقه. (من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة)
بعض الأفكارالعلمانية:
* العلماني علمانية شاملة ينكر وجود الله أصلاً ووجود عوالم الغيب كافة.
* وبعضهم ( العلمانيون الجزئيون ) يؤمنون بوجود الله لكنهم يعتقدون بعدم وجود أية علاقة بين الله وبين حياة الإنسان .
* الحياة في العلمانية تقوم على أساس العلم المطلق وتحت سلطان العقل والتجريب .
* إقامة حاجز بين الروح والمادة، والقيم الروحية لديهم قيم سلبية .
* فصل الدين عن السياسة وإقامة الحياة على أساس مادي .
* تطبيق مبدأ النفعية على كل شئ في الحياة .
* اعتماد مبدأ الميكافيلية وهو الغاية تبرر الوسيلة في فلسفة الحكم والسياسية والأخلاق .
* الطعن في حقيقة الإسلام والقرآن والنبوة ، والزعم بان الإسلام استنفذ أغراضه وهو عبارة عن طقوس وشعائر روحية انتهى مفعولها فهي غير قابلة للتطبيق في هذه الأيام .
* الزعم بأن الفقه الاسلامي مأخوذ عن القانون الروماني . وأن الإسلام لا يتلاءم مع الحضارة ويدعو إلى التخلف .
* الدعوة إلى تحرير المرأة ونزع حجابها وتحررها من قيمها ومبادئها الإسلامية وجعلها امرأة عصرية وفق الأسلوب الغربي صورة وسلوكاً وأفكاراً.
* اقتباس الأنظمة والمناهج اللادينية عن الغرب ومحاكاته فيها .
* تربية الأجيال الناشئة تربية لادينية بعيدة كل البعد عن المفاهيم الدينية والإيمان بالغيب أو البعث والنشور.
*الترويج للمظاهر الاجتماعية الغربية، وبخاصة في الفن والرياضة والأزياء والعطور والحفلات الرسمية .
وسائل وطرائق نقل العلمانية من الغرب للشرق:
*البعثات التعليمية التي ذهبت من الشرق إلى الغرب .
*البعثات التبشيرية التي دخلت الشرق من الغرب .
*المدارس والجامعات الأجنبية التابعة للبعثات الدبلوماسية ومؤسسات التعليم الغربي ( أوربي وأمريكي).
*الجمعيات والمنظمات والأحزاب العلمانية .
*وسائل الإعلام من مسموعة أو مرئية أو مقروءة .
متفرقات :
** يعد مصطلح "العلمانية" من أهم المصطلحات في الخطاب التحليلي الاجتماعي والسياسي والفلسفي الحديث ، لكنه ما يزال مصطلحاً غير محدد المعاني والمعالم والأبعاد ( أ.د: عبدالوهاب المسيري).
** تبلور مؤخراً مفهوم "ما بعد العلمانية" أو نهاية العلمانية (بالإنجليزية: بوست سيكولاريزم-Post-secularism) و صاغه البروفسير جون كين ، حيث يرى أن العلمانية لم تف بوعودها بشأن الحرية و المساواة (حيث تنتشر العنصرية والجريمة والنسبية الفلسفية) وأخفقت في العالم الثالث (حيث تحالفت الأنظمة العلمانية مع الإستبداد والقوى العسكرية) ولم تؤد إلى الجنة العلمانية الموعودة. (أ.د.عبدالوهاب المسيري ).
** الشيء المقطوع به أن العلمانية الكمالية قد سقطت في تركيا، وأن تركيا تقف الآن على مفرق طرق حائرة تبحث من جديد عن تحديد وجهتها؛ فإلى أين تتجه؟ هناك تيار تركي يتجه نحو العودة إلى الشرق الإسلامي وإعادة الأهلية للتراث الثقافي العثماني، والانفتاح أكثر على العالم الإسلامي؛ وهو تيار يتبناه قطاع واسع من سكان الريف والزراعيين والحرفيين وبعض الأكاديميين وطلبة الجامعات. (كمال حبيب )
** عند الحديث عن العلمانية يشار إلى النقائص والعيوب الفكرية التالية:
ـ عدم الاعتراف بفكرة الثوابت والمقدسات، والحق والمطلق.
ـ المزج بين خلائط شتى من أفكار السوفسطائية والدهرية واللاأدرية القديمة.
ـ تجاهل البحث عن أول الخلق البشري ومبدئه ومصدره ونشأته.
ـ تجاهل البحث عن غاية الخلق ومآله ومصيره.
ـ تجاهل فكرة التكريم الإلهي للإنسان، والاستعاضة عنها بفكرة تكريم الإنسان للإنسان.
** بالنسبة للدول التي تنص على أن دين الدولة الرسمي هو كذا لا تصنف علمياً على أنها دول علمانية ولو كانت الأمور الحياتية أو الإدارية تتسم بالوصف بأنها علمانية. إن العلمانية الجزئية أو الشاملة تقضي عزل الدين عن الدولة.
** لما استقلت أندنوسيا وتبنى رواد الحركة الوطنية نموذج الدولة العلمانية، واصل الأندنوسيون حماية الدين والاضطلاع بمسؤوليات خدمته من خلال مؤسساتهم المجتمعية ... ومن مميزات العلمانية الاندونيسية، أنها لم تجبر الجماعات الدينية الإسلامية على عدم خوض العمل السياسي، بل شجعت الراغبة من هذه الجماعات على الانخراط في مسيرة البناء الديمقراطي والمساهمة الفعالة في تسيير أجهزة الحكم. .. إن التجربة العلمانية في اندونيسيا، قد أثبتت أن إسلاما يرعاه المجتمع ويتعهده المواطنون المؤمنون بالدعم ويلوذ بمؤسساته المحتاجون طلبا للطمأنينة والاستقرار، خير ـ أحيانا ـ من إسلام تعوله الدولة العلمانية ويخضع لمزاج القائمين عليها. (خالد شوكات ).
المصادر :
الإسلام والعلمانية وجها لوجه الدكتور القرضاوي
مذاهب فكرية معاصرة ( العلمانية ) محمد قطب
العلمانية التاريخ والفكرة عوض بن محمد القرني
العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة عبد الوهاب المسيري
(من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة)
إعداد الشيخ/ محمود سيد علي*
المراجعة العلمية للشيخ/ عبدالله نجيب سالم
الكويت 9 من شوال 1427هـ 31/10/2006م
* تخرج في الكلتاوية عام عام 1995 \ 1996 وحصل على ليسانس في الشريعة الإسلامية من جامعة الأزهر، وهو إمام وخطيب بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الكويت.