بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد ولد آدم سيدنا محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
طلاق الزوجة أمر عظيم لا ينبغي أن يقع إلا لأمر عظيم، وبعد معالجة وصبر عظيم، وإلا فإنه يؤول إلى مصاب عظيم. ويكفينا قول النبي صلى الله عليه وسلم (أبغض الحلال إلى الله الطلاق) رواه ابو داود. ولو حبذنا أن نطلق كل زوجة لا ترضى عنها أم الزوج لما كادت امرأة أن تبقى في عصمة زوجها لكثرة المشاكسة بينهما. لكن من الضروري جداً أن نورد هنا نص عبارة الموسوعة الفقهية في مصطلح (برّ الوالدين) تحت فقرة (حكم طاعتهما في طلبهما تطليق زوجته) (روى الترمذي عن ابن عمر قال كانت تحتي امرأة أحبها، وكان أبي يكرهها، فأمرني أن أطلقها فأبيت، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا عبد الله بن عمر طلق امرأتك) وسأل رجل الإمام أحمد فقال: إن أبي يأمرني أن أطلق امرأتي قال: لا تطلقها قال: أليس عمر رضي الله عنه أمر ابنه عبد الله أن يطلق امرأته؟ قال: حتى يكون أبوك مثل عمر رضي الله عنه . يعني لا تطلقها بأمره حتى يصير مثل عمر في تحريه الحق والعدل وعدم إتباع هواه في مثل هذا الأمر ... ثم نقلت الموسوعة قول ابن تيمية فيمن تأمره أمه بطلاق امرأته قال: لا يحل له أن يطلقها. بل عليه أن يبرها وليس تطليق امرأته من برها. ... وعلى هذا فللسائل أن يبقي زوجته على عصمته مالم يكن منها أذى أو إساءة لأمه . والله أعلم.
الباحث الشيخ عبد الله نجيب سالم
|