بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه هدانا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه: وبعد:
الجواب بقلم الدكتور محمود أحمد الزين
أولاً إطلاق الأسماء ليس من قبيل العبادات حتى يحتاج إلى دليل بل هو من قبيل العادات ، والعادات الأصل فيها الإباحة حتى يوجد الدليل الشرعي الناهي عنها ، بخلاف العبادات فإن إثباتها يحتاج إلى دليل فإن لم يوجد الدليل لاتكون مشروعة .
ومع ذلك فإن لفظ المنورة وكونه وصفاً لمدينة النبي صلى الله عليه وسلم قائم على دليل لأن الله تعالى وصف نبيه صلى الله عليه وسلم في القرآن بأنه سراج منير ولفظ المنير فاعل فكل مكان دخله دين النبي صلى الله عليه وسلم فهو منار لأنه أناره بدينه أي يصح أن نقول عن كل بلد إسلامي إنه مُنار مأخوذ من فعل أنار فهو منير ومفعوله مُنار بضم الميم
وحظ المدينة المنورة من هذا النور أعظم من غيرها ، والفعل المناسب له نوّر بفتح النون وتشديد الواو المفتوحة فهذا يدل على زيادةٍ واسم المفعول منه مُنَوّر بضم الميم وتشديد الواو المفتوحة وهذا هو المناسب لحال المدينة بسبب كثرة حظها من نوره صلى الله عليه وسلم ، ودخوله إليها كما قال سيدنا أنس بن مالك لماكان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة أضاء منها كل شيء فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء ( سنن الترمذي ج 5 ص 588 ط دار دار إحياء التراث العربي – بيروت)
وأما لفظ المدينة النبوية فهو الذي لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولاعن السلف الصالح ولو ثبت عنهم كان الاسمان جائزين وثبوت احدهما لاينفي ثبوت الآخر لأنه لامناقضة بينهما
|