آخر المواضيع
اخترنا لكم




الصفحة الرئيسية   الفتاوى   ردودعلى شبهات
   قراءة القرآن على الميت - رقم الفتوى:2289


انت في التصنيف:

ردودعلى شبهات

عدد الملفات في هذا التصنيف:

24

عدد الملفات في جميع الأقسام:

182

مرات المشاهدة:

6140

أرسل إلى صديق
أبلغ عن مشكلة في هذه المادة

سؤال الفتوى:

أرجو من فخامتكم إيراد أدلة على جواز قراءة القرآن على الميت ، ووصول ثواب القراءة إليه ، وجواز التلقين . وجزيتم خيرا ً والسلام عليكم ورحمة الله .


نص الفتوى :
 
  • التصنيف: ردودعلى شبهات

قراءة القرآن على الميت

أرجو من فخامتكم إيراد أدلة على جواز قراءة القرآن على الميت ، ووصول ثواب القراءة إليه ، وجواز التلقين . وجزيتم خيرا ً والسلام عليكم ورحمة الله .

الجواب بقلم الدكتور محمود الزين رحمه الله

في تلخيص الحبير للحافظ ابن حجر الجزء الثاني صفحة 270 طبع مؤسسة قرطبة نقل الحافظ ابن حجر عن شرح الوجيز للرافعي قوله : و(يستحب أن يلقن الميت بعد الدفن )
ثم ذكر الحافظ ابن حجر فيه حديثاً عن أبي أمامة رواه الطبراني قال في نهايته : وإسناده صالح ثم قال: وقد قواه الضياء في أحكامه ولكن له شواهد ، ويوافقه في الجملة حديث مسلم عن عمرو بن العاص : إذا دفنتموني أقيموا حول قبري قدر ماتنحر جزور ويقسم لحمه حتى أستأنس به وأعلم ماذا أراجع به ربي
فإذا كان يستأنس بمجرد وجودهم ويستعين به على مراجعة رسل ربه فأحرى من ذلك بالإيناس ومعرفة مراجعة رسل ربه ما إذا أقاموا حول قبره يذكروه بما يقول لرسول ربه
وقال الأثرم : قلت للإمام أحمد بن حنبل هذا الذي يصنعونه إذا دفن الميت يقف الرجل ويقول: يا فلان بن فلانة ؟ قال الإمام أحمد: ما رأيت أحداً يفعله إلا أهل الشام حين مات أبو المغيرة يروى فيه عن أبي بكر بن أبي مريم يروي عن أشياخهم أنهم كانوا يفعلونه ،
ولو افترضنا أن الرواية السابقة ضعيفة ففي الشواهد التي أشار إليها الحافظ ما يقويها وفي وصية عمرو بن العاص رضي الله عنه ما يقويها أيضاً وفي عمل السلف الذين ذكرهم الإمام أحمد ما يقويها أيضاً ،
قال الإمام النووي في فتاويه : (وأما التلقين المعتاد في الشام بعد الدفن فالمختار استحبابه ، وحديثه الذي رواه الطبراني ضعيف لكنه يستأنس به ، وقد اتفق علماء الحديث على المسامحة في أحاديث الفضائل والترغيب والترهيب ولم يزل أهل الشام على العمل بهذا في زمن من يقتدى به إلى الآن .)
وأما من زعم أن الموتى لايسمعون وبنى على ذلك أنه لافائدة في التلقين فقد بنى قوله على رأي الأقلية من العلماء والأكثرون من العلماء على أن الموتى يسمعون والأحاديث ناطقة بذلك

قال ابن قدامة في المغني ط مكتبة هجر ج3 ص 519 ( وهذا في فقه الإمام أحمد) : وأي قربة فعلها وجعل ثوابها للميت المسلم نفع إن شاء الله
أما الدعاء والاستغفار والصدقة وأداء الواجبات فلا أعلم فيه خلافاً إذا كانت الواجبات مما يدخله النيابة)

وقوله صلى الله عليه وسلم للمرأة التي أرادت الحج عن أبيها : ( دين الله أحق أن يقضى ) لفظه عام في كل دَين لله عز وجل إذا مات صاحبه قبل أن يؤديه أن يقضى وإن كان وارداً في مناسبة الحج خصوصاً وقد قال العلماء : العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب

قال ابن قدامة : وذلك لأنه عمل بر وطاعة فوصل نفعه وثوابه كالصدقة والصيام والحج الواجب )
وقد استدل المانعون بقوله تعالى : وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وقول النبي إذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث ..
ولما رجح ابن قدامة القول الأول شرع في ذكر الأدلة المرجحة ثم قال : (ولنا ما ذكرناه وأنه إجماع المسلمين فإنهم في كل عصر ومصر يجتمعون ويقرؤون القرآن ويهدون ثوابه إلى موتاهم من غير نكير ولأن الحديث صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه والله أكرم من أن يوصل عقوبة المعصية إليه ويحجب عنه المثوبة ، والآية التي استدل بها المانعون مخصوصة بما سلموه وما اختلفنا فيه هو في معناه فنقيسه عليه ولاحجة لهم في الحديث فإن ما دل على انقطاع عمله وليس هذا من عمله ) فلا يدل على منع إهداء عمل غيره إليه